مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

مناهج الإرهاب … خرجت عظماء‎

بقلم : أحمد زيدان:

عقب كل حادث أو عمل إرهابي يحدث في مصر يتعرض الأزهر لحملة مغرضة، وهجوم غير مبرر على صرح الإسلام الوسطي المعتدل الأمين “الأزهر الشريف” منارة المسلمين، من بعض من يظهرون علينا في وسائل الإعلام، متهمين مناهجه بأنها سبب العنف والإرهاب، وسبب لكل هذه الأحداث الإجرامية التي تمر بها البلاد.

أول ما تناله سهام هؤلاء هو مناهج الأزهر، فيصفونها “بمناهج الإرهاب”، مدعين باطلًا أنها تدعو للتطرف والعنف، وأنها تخرج إرهابيين، ولو تأمل هؤلاء قليلاً في مناهج الأزهر لوجدوا أنها هي التي  تنشر الفكر المستنير  ووسطية الدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه السمحة، وهي التي تدعوا إلي الرحمة والتسامح، واحترام كافة الشرائع والأديان السماوية، واحترام حق الآخر في حرية الإعتقاد والمواطنة، وتكفل للجميع حق العيش الكريم دون تفريق بين جنس أو دين.

هذا المناهج التي يشير إليها أصحاب الأصوات “الناعقة”، الذين يظهرون علينا في  وسائل الإعلام، وبرامج التوك شو بأصابع الإتهام والتقصير، ويتهمونها كذبًا وبهتانًا؛ لم يثبت يومًا أنها خرجت إرهابيًا، ولم يثبت أن أي تفجير وقع في كنيسة أو مسجد في مصر كان منفذه أزهريًا.

قد يهمك ايضاً:

عبدالعزيز آل سعود.. ملك صنع التاريخ ورسم الجغرافيا

الصحة النفسية … الاضطراب الذهاني المشترك.. حلقة 51

مناهج الأزهر التي أنارت العالم بالعلوم وبالفكر الوسطي على مدار أكثر من ألف عام؛ يأتي لها أكثر من أربعين ألف طالب من الوافدين، من أكثر من مائة دولة حول العام، ليتلقوا في رحاب الأزهر الشريف تعاليم الدين الإسلامي السمحة؛ فهل أرسلت كل هذه البلاد أبناءها إلى الأزهر ليعودوا إليها إرهابيين؟

“مناهج الإرهاب” كما يدَّعون هي التي خرجت عظماء يشهد لهم التاريخ، وقفوا في وجه العدوان، ودافعوا عن حرية هذا الوطن، وحافظوا علي وحدة المصريين وتماسكهم، مسلمين ومسيحين نسيجًا واحدًا مترابطين، وكان للأزهر الشريف بفضل علمائه الأجلاء دوراً بارزاً في تاريخ مصر والأمة العربية، فكانت تنطلق منه الثورات الوطنية ضد الغزاة والمستعمرين في كل العصور، وكان له أدوارًا سياسية خالدة، دفع فيها الظلم والجور، وأقر العدل ونشر الأمن والسلام، ومن أشهر هؤلاء العظماء الذين وقفو في وجه الطغاة، والذين تربوا على مناهج الأزهر، الشيخ “الدرديري”، والشيخ “عبد الله الشرقاوي” الذي قام برفع الضرائب التي أثقلت كاهل الشعب المصري، والزعيم “سعد زغلول” الذي قاد الثورة المصرية عام 1919م ضد الاحتلال الإنجليزي، وصولا إلى رجال الأزهر الشرفاء، الأوفياء لدينهم وعلمهم وأزهرهم، والقائمين على رسالته فى هذا الزمان وعلى رأسهم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور “أحمد الطيب”، شيخ الأزهر الشريف، الذى جال العالم كله لنشر رسالة الأزهر، والتواصل مع شعوب العالم ومد جسور الحوار البناء؛ لتوصيل رسالة الإسلام والتأكيد على أن الدين الإسلامي الحنيف يدعو إلى التعايش السلمي المشترك، وينبذ التطرف والعنف، ويرفض كافة أشكال الإرهاب، هذه الجهود الحثيثة  التي أشاد بها العالم أجمع وعلى رأسهم بابا الفاتيكان، ولا ينكرها إلا هؤلاء المغرضين.

إن كان كل هؤلاء العظماء ممن درسوا في رحاب الأزهر الشريف وتعلموا مناهجه؛ فياليت مصر كلها إرهابيين مثلهم.

حفظ الله مصر وأزهرنا الشريف والقائمين عليه أعانهم الله وسدد خطاهم.

اترك رد