مناجاة (٤٠) لفضيلة الشيخ الدكتور مجدي عاشور
إلهي ..
كَمْ غَفَلَتْ عَينايَ عن نِعَمِكَ وآلائك .. وكم انشغلت أُذُنايَ عن الاستماعِ لشيءٍ مِن كتابك .. وكم عَمِلَت يدي في غير مرادك .. وكم مَشَت رِجْلايَ في غير طريقك .. فَنَدِمْتُ وقُلْتُ : ماذا أفعل حتى أعودَ إليك ؟ فجاءني الرد بجميل كلامك .. عبدي ! أتريد أنْ تكونَ جَوَارِحُكَ في طاعتي ؟ بل يكون كلُّ ما فيك يعمل من أجلي ؟ اعْمَلْ بوصيتي .. أَعْمَلْ لك وتَكُنْ حَقًّا عبدي .. أَمَا سمعتَ قَوْلِي .. على لسان حبيبي : ” وَمَا يَزالُ عَبْدِي يتقرَّبُ إِلى بالنَّوافِل حَتَّى أُحِبَّه ، فَإِذا أَحبَبْتُه كُنْتُ سمعهُ الَّذي يسْمعُ بِهِ ، وبَصره الَّذِي يُبصِرُ بِهِ ، ويدَهُ الَّتي يَبْطِش بِهَا ، ورِجلَهُ الَّتِي يمْشِي عَلَيهَا ، وَلَئِنْ سأَلنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعَاذَ بِي لأُعِيذَّنه ” . أسمعتَ يا عبدي ! كُنْ لي .. أَكُنْ لك ..