بقلم : أ.د.عادل السعدني
عميد كلية الآداب جامعة قناة السويس
لاجدال فى أن ما يميز الحوارالوطنى الدائر الآن على قدم وساق فى مصر أنه جاء بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسى شخصيا، ليجمع بين أطياف المجتمع المصري ،وهوما يحمل رسالة مهمة عن إيمان القيادة السياسية وما حولها من أجهزة ومؤسسات، وبخاصة مؤسسة المخابرات العامة المصرية باعتبارها مع باقى الأجهزة السيادية،العقل المفكر للدولة المصرية،هذه الرسالة تؤكد فى طياتها إيمان الدولة بأن الحوار الوطنى بين مختلف أطياف المجتمع المصرى هو الحل الأمثل والوسيلة الأهم والنهج الأفضل لوضع خارطة طريق لحاضر مصر ومستقبلها.
فهذا الحوار فضلا عن كونه لقاء عقول وتلاقح أفكار وطنية بالتنسيق مع كل تيارات وفئات المجتمع المصري لإدارة حوار وطني يوضح أولويات العمل على الصعيد الاقليمى والعالمى في المرحلة الحالية والمستقبلية، فى الشأن السياسي والاجتماعي والاقتصادي في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها العالم بدءا من تداعيات أزمة كورونا مروراً بتداعيات حرب أوكرانيا والصراع من أجل تغييرموازين القوة العظمى لدول العالم الكبرى وموقف بلدنا مصر من كل تلك الداعيات و الظروف الراهنة.
من ناحية أخرى على صعيد الشأن المحلى يأتى هذا الحوار بمثابة دعوة لكل المصريين للمشاركة بفاعلية وإيجابية في استكمال بناء مصر، خاصة أن الجمهورية الجديدة تتطلب أفكارا جديدة من الجميع، وإيجاد مساحات مشتركة في مختلف الرؤى لصالح الوطن والمواطن،خصوصا أن الحوار الوطني يدور على أرضية وطنية خالصة، ومن ثم أى اختلاف في الرؤى والرأي لمصلحة الوطن لا يفسد للوطن قضية.
الأمر الذى يعكس الحرص الشديد من جانب القيادة السياسة الداعية للحوار والراعية له معا ولحرص من جانبها على الخروج بنتائج إيجابية للحوار وإشراك الجميع في وضع رؤيتهم البناءة لصالح الدولة المصرية في ظل التحديات العالمية الراهنة،مع التأكيد بالطبع على أحد ثوابت المشهد السياسى المصرى المعاصر وهو عدم مشاركة أى فصيل تورط في العنف أو قتل المصريين ،وبالتالى فلا عودة لجماعة الإخوان الإرهابية للمشهد السياسى مرة أخرى .
من هنا فالحوار الوطني ستكون له أهمية كبرى فى استكمال مسيرة البناء والتنمية بشراكة وطنية خالصة، وهو كذلك يمثل منصة حوارية تلعب أدوارا مهمة فى توصيل صوت الدولة والفكر الشامل للقيادة السياسية للمواطنين عبر مشاركة مختلف الأطياف بالمجتمع وعلنية الجلسات، وسيكون أيضا فرصة لتوصيل صوت المواطن بوضوح أكثر للدولة.
كما أن هذا الحوار سيدعم خطة تعميق الوعي وتشكيل جبهة داخلية قوية، ويدلل على أن الدولة تفتح يدها لكل الأراء، وبهذا تؤكد أن الممارسة السياسية مفتوحة فى المرحلة الراهنة ،مرحلة مابعد استقرار الدولة، مما يجعل هذا الحوار فرصة حقيقية لقطع خطوات كبيرة فى الاتجاه الصحيح نحو تحقيق الأهداف الوطنية كافة فى الجمهورية الجديدة.
التعليقات مغلقة.