أحمد مصطفى:
عقد الجامع الأزهر، اليوم الأربعاء، ملتقى باب الريان تحت عنوان “حديث القرآن الكريم عن الفطرة السليمة”، بحضور الدكتور أحمد مصطفى محرم، عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بالقاهرة، والشيخ ياسر صلاح عجوة، منسق رواق التفسير والحديث بالجامع الأزهر، وتناول الملتقى الدور الذي يلعبه الإسلام في إعادة الإنسان إلى الفطرة النقية التي خُلق عليها.
تناول الملتقى مفهوم الفطرة في الإسلام، حيث أشار الدكتور أحمد مصطفى محرم، عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بالقاهرة ، إلى أن الفطرة السليمة تعني الجِبِلَّة الإنسانية الجامعة بين الحياة الروحانية والمادية، كما أنها تتجلى في الشعور الفطري بوجود قوة عليا تدبر الكون، وأكد على أن الإسلام جاء ليحافظ على هذه الفطرة ويوجه الإنسان نحو الحق والاستقامة بعيدًا عن الزيغ والانحراف، وتطرق إلى الحديث النبوي الشريف: «مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ»، موضحًا أن الإنسان يُولد مستعدًا لتقبل الحق، لكن العوامل البيئية والاجتماعية قد تحجب فطرته، وأضاف أن انتشار الإلحاد والشبهات يعود إلى البعد عن تعاليم الدين والابتعاد عن الفطرة الإنسانية السليمة، مما يضعف القدرة على استشعار الحق والتمسك به؛ إذ يعد الرجوع إلى هذه الفطرة وإعادة الاتصال بتعاليم الإسلام السبيل الأساسي لتحقيق الاستقامة والنجاح في الحياة.
وحول أثر الفطرة في توجيه الإنسان نحو الحق، أوضح الشيخ ياسر صلاح عجوة، منسق رواق التفسير والحديث بالجامع الأزهر، أن القرآن الكريم يُوقظ الفطرة السليمة في النفوس ، مؤكدًا أن الإسلام دين الفطرة؛ إذ يجمع بين الجوانب الجسدية والروحانية، معبّرًا عن الميل الفطري للإنسان نحو الاستقامة والابتعاد عن الضلال، وأضاف أن هذه الفطرة هي المحرك الأساسي الذي يدفع الإنسان للبحث عن خالقه ورازقه، رغم التأثيرات الخارجية التي قد تحول دون بروزها، كما استعرض قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام؛ إذ استشعر عظمة الخالق بمتابعة مظاهر الكون، مما دفعه لإعلان إيمانه الخالص والابتعاد عن الشرك، مؤكدًا أن القرآن والحديث الشريف يؤكدان أن الفطرة هي الوسيلة الطبيعية لاستشعار الحق، وتوجيه الإنسان إلى ترك الانحراف والعودة إلى الطريق المستقيم الذي يقود إلى الفلاح في الدنيا والآخرة
يأتي هذا الملتقى في إطار رعاية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وبتوجيهات من الأستاذ الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، ويهدف إلى تعزيز الوعي الفكري والفقهي للمجتمع الإسلامي، وتوفير منبر علمي وثقافي يتيح للباحثين ورواد الفكر الديني التعمق في معاني الدين الحنيف، بما يعزز الاستقامة والالتزام بمبادئ الحق والعدل، وخاصة في شهر رمضان المبارك، الذي يُعد من أعظم مواسم التجديد الروحي والتوبة والمغفرة.