أحمد مصطفى:
أوضح الشيخ صابر السعيد، أن الخطأ يُعتبر من الصفات الطبيعية للإنسان، كما جاء في كتاب الله تعالى: “وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا”وقوله تعالى“وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا”، وعليه، يجب على الإنسان أن يعبُد ربه بالتوبة والرجوع إليه، فقد ورد في سنن الترمذي عن أنس، أن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- قال: «كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ»، فإرادة الله وحكمته تقضي أن يعمّر الأرض قوم يُخطئون ثم يتوبون، فيتوب الله عليهم، وعندما نتأمل في كتاب الله، نجد اعتذارات إخوة يوسف، حيث قالوا: “تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ”، وكذلك اعتذارهم لأبيهم: “يَاأَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ”، كما أن أبانا آدم وأمنا حواء قد اعتذرا لله: “رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ”.
وأضاف الباحث بشئون الأروقة: إن الاعتذار إلى الله تعالى يكون من خلال التوبة والندم والإقلاع عن الذنب والاستغفار، أما الاعتذار للبشر، فهو تعبير عن الأسف تجاه أقوال أو أفعال صدرت من الإنسان، ومن المهم أن نكون متسامحين، فالحياة بدون اعتذار ستؤدي إلى توتر العلاقات الإنسانية، لذا يجب علينا أن نكون رحماء مع بعضنا البعض، ونتعلم قبول الأعذار والتسامح، فالاعتذار ليس دليلاً على الضعف أو الغباء، بل هو رمز للقوة والثقة والنقاء ويسهم في إزالة الأحقاد ويقضي على الحسد، فالاعتذار يعكس قلبًا طاهرًا لا يحمل ضغائن.
وتابع: يعد قبول الاعتذار والعفو والتسامح من صفات المؤمنين، ويُظهر القرآن الكريم صفات المؤمنين في قوله: “الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ”، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- قدوة في الاعتذار وقبوله، حيث عفا عن من أساء إليه، وبيّن أن الاعتذار يعزز العلاقات ويعيد الأمور إلى نصابها، كما أن رفض الاعتذار يترتب عليه آثارا سلبية كبيرة، مثل تفكك الأسر وقطيعة الأرحام، فالاعتذار هو خطوة نحو تصحيح الأخطاء، وبدلاً من اعتباره ضعفًا، ينبغي رؤيته كوسيلة لتعزيز العلاقات الاجتماعية، والاعتذار سلوك نبيل، ويجب علينا ممارسة هذه الفضيلة والابتعاد عن الكبرياء الذي يمنعنا من الاعتذار أو قبول العذر.
التعليقات مغلقة.