مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

ملتقى التفسير ووجوه الإعجاز القرآني بالجامع الأزهر :القرآن الكريم سبق العلوم الحديثة في الحديث عن الحقائق العملية في النباتات

أحمد مصطفى:

 

عقد الجامع الأزهر، أمس الأحد، الملتقى الأسبوعي للتفسير ووجوه الإعجاز القرآني، تحت عنوان: «مظاهر الإعجاز في حديث القرآن الكريم عن النباتات»، شارك في الملتقى الأستاذ الدكتور حمدي الهدهد، عميد كلية البنات الأزهرية بالعاشر من رمضان، والأستاذ الدكتور مصطفى إبراهيم، الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر، وأدار اللقاء الدكتور رضا عبد السلام، الرئيس الأسبق لإذاعة القرآن الكريم.

 

في مستهلّ اللقاء، قال الدكتور مصطفى إبراهيم، الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر: إن القرآن الكريم تحدث عن الظواهر العلمية في النباتات قبل أن تتحدث عنها العلوم الحديثة كما في قوله “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ” كما في قوله “وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج” وتشير الآيات إلى بعض الظواهر العلمية التي تحدث نتيجة نزول الماء إلى الأرض الهامدة أي الميتة التي لا زرع فيها، فبمجرد نزول الماء عليها من السماء “تهتز” نتيجة تفاعل بين الماء وعناصر التربة والظاهرة العلمية الثانية أنها “ربت” أي دليل على النمو والزيادة، ثم ذكر القرآن ظاهرة أخرى في قوله “أنبتت” إشارة إلى عملية الإنبات التي تحدث بمجرد نزول الماء على الأرض، وهو ما جعل القرآن الكريم يصف العملية بأنها شبيهة بعملية إحياء الموتى.

وبين عضو لجنة الإعجاز العلمي بمجمع البحوث الإسلامية، أن القرآن الكريم تحدث عن النمو الخضري للنباتات وأن هذه العملية هي التي تحدد نوع النباتات وتوضح مراحل نموها “فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون” كما بين أن هناك بعض النباتات تتشابه في أوراقها لكن ثمارها مختلفة، وهو ما أثبتته علوم النباتات فيما بعد والتي قد سبق القرآن الكريم بإيضاح هذه الحقائق العلمية المتعلقة بالنباتات.

قد يهمك ايضاً:

المنتخب الوطنى للصالات النسائية يخوض مرانه الثانى بالمغرب

إنجاز طبي يُسجل بكفر الزيات العام أول عملية منظار قنوات…

وأشار عضو لجنة الإعجاز العلمي بمجمع البحوث، أن القرآن الكريم تحدث عن عملية الاختلاف والتفاوت التي تحدث في النباتات رغم أنها تنبت من نفس التربة وتسقى بنفس الماء “وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَىٰ بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ” وذلك بسبب مركبات تميز كل نبات عن الآخر ليحدث هذا الاختلاف بين أنواع النباتات وأحيانا بين نفس النوع من النبات الواحد، كما أنها تمثل الشرف التي نصف بها النباتات عن بعضها البعض

 

من جانبه، أشار الدكتور حمدي الهدهد، عميد كلية البنات الأزهرية بالعاشر من رمضان، إلى أن حديث القرآن الكريم عن النباتات حديث مترابط متشابك، وهذه الحقائق جاء العلم وأثبتها فيما بعد، ومن هذه الحقائق في قوله”يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ ۚ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ۖ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ۚ وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ” وهنا ربط بين بعث الإنسان الذي يكون بعد موت سبقه حياة حقيقية، وبين إحياء الأرض الهامدة أي الميتة، واستخدام لفظ “أنزلنا” دليل على نزول الماء بشكل مكثف وهو ما أثبته العلم من أن عملية إنبات الأرض تحتاج إلى ماء بشكل مكثف لتتم هذه العملية.

 

وأوضح عميد كلية البنات الأزهرية، أن عملية اهتزاز الأرض حال نزول الماء عليها من السماء هي “تسبيح بحمد ربها” مشبها عملية الاهتزاز التي تحدث للأرض عند نزول الماء عليها بالإنسان المتلهف للماء حال عطشه، كما أنها دليل عملي نراه أمام أعيننا على إعادة إحياء الموتى لأن الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير.

 

 

وفي ختام الملتقى، بين الدكتور رضا عبد السلام أنّ الحقائق العلمية التي تحدث بها القرآن الكريم عن النباتات تتحدى كل قلب وكل عين وكل بصيرة، لأنها سبقت ما توصل إليه العقل البشري من حقائق عن النباتات، كما أنها دليل عملي أمام أعيننا  على قدرة الله سبحانه وتعالى،  وان هذا الكون بكل ما فيه، خلقه الذي أوجده.