مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون
آخر الأخبار
الداخلية تكشف لغز مقتل أم وأطفالها الثلاثة بمنطقة فيصل بالجيزة ..والقبض علي مرتكب الواقعة المصري البورسعيدي يعبر الاتحاد الليبي بثنائية ويتأهل لدور الـ16 من الكونفدرالية سيراميكا يعتلي القمة مؤقتًا.. وفاركو يعمّق جراح الإسماعيلي في جولة مثيرة من دوري نايل استجابة عاجلة لتوجيهات وزيرة البيئة.. لجنة تفتيش مشتركة تتحرك لفحص انبعاثات محطة خلط خرسانة بالمنوفي... برئاسة وزير البترول والثروة المعدنية ومشاركة وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة.... اج... ملتقى التفسير بالجامع الأزهر: قصة سيدنا يونس في القرآن نموذج للإعجاز البياني.. والتسبيح مفتاح النجاة جامعة الدلتا للعلوم والتكنولوجيا تعقد ندوة بعنوان “انتصارات أكتوبر المجيدة السفير الفلسطيني بالقاهرة يستقبل الأسيرين المحررين باسم خندقجي ونادر صدقة إصابة شاب بإصابات خطيره صدمه قطار أمام مزلقان بنها بالقليوبية وكيل وزارة التعليم بسوهاج يزور مصابي حادث جرجا

ملتقى التفسير بالجامع الأزهر: قصة سيدنا يونس في القرآن نموذج للإعجاز البياني.. والتسبيح مفتاح النجاة

أحمد مصطفى:

عقد الجامع الأزهر اليوم الأحد، ملتقى التفسير ووجوه الإعجاز القرآني الأسبوعي تحت عنوان: “مظاهر الإعجاز في حديث القرآن عن قصة سيدنا يونس” وذلك بحضور كل من أ.د عبد الشافي الشيخ، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر، وأ.د مصطفى إبراهيم، الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر، وأدر الملتقى الأستاذ عمر هاشم، المذيع بالتلفزيون المصري.

 

 

استهل فضيلة الدكتور عبد الشافي الشيخ، قصة سيدنا يونس (عليه السلام)، كما وردت في سورة الصافات، كونها نموذجًا فريدًا للإعجاز البياني في القرآن الكريم. فالآيات تصور الأحداث ببراعة إيجاز وإحكام لا نظير له، مبتدئة بـ “وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ” تأكيدًا لمكانته، ثم تنتقل مباشرة إلى لحظة الانفصال عن قومه وتعبيرها بكلمة “إِذْ أَبَقَ”، وهي كلمة قوية تستعمل عادة في فرار العبد من سيده، وتوحي بالمسارعة والغضب البشري، لأنه تعجل من أمره ما لم يأذن به الله سبحانه وتعالى، ما يعكس عظم الموقف وشدة الحذر من ترك أمر الله، حتى لو كان عن اجتهاد نبوي، كما يظهر الإعجاز في دقة التصوير للمراحل المتتالية والمترابطة بإيقاع سريع: الإباق إلى “الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ”، ثم اللجوء “فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ” (أي المغلوبين في القرعة)، وصولاً إلى مشهد “فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ”، حيث جاءت الفاء لترتيب الأحداث وتعقيبها السريع.

 

وأضاف فضيلة الدكتور عبد الشافي الشيخ أن لذروة البيانية فهي في بيان سبب النجاة: “فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ”، هنا يكمن الإعجاز في الربط المحكم بين التسبيح والاستغفار في الرخاء والنجاة من العذاب في الشدة، فالجملة شرطية تكشف حقيقة مصيرية لولاها لكان المكوث في بطن الحوت أبديًا، وهذا يبرز قيمة العبادة والدعاء كونهما حماية ونجاة، مبينا أن القصة تختتم بتصوير دقيق للإنقاذ والامتنان الإلهي: “فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ” (كأنه طفل حديث الولادة من فرط الضعف)، ثم رعاية الله له بإنبات “شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ” (التي تمتاز بالظل وسلامة الثمرة وسهولة الهضم)، وهي تفاصيل بيانية عميقة تخدم المعنى التربوي للرحمة الإلهية بعد الابتلاء، وهذا التسلسل في عرض القصة، واستخدام الألفاظ الموحية (أبق، المدحضين، التقم، مليم)، واختصار الزمن والمكان مع عمق الدلالة، يجعله إعجازًا بيانيًا بارزًا، يجمع بين قوة الحجة وجلال الأسلوب القرآني.

 

قد يهمك ايضاً:

من جانبه أشار الدكتور مصطفى إبراهيم، إلى الإعجاز العلمي في القرآن، من خلال الوصف الدقيق لظلمات البحار العميقة، كما ورد في قوله تعالى: “أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْض”، ويكمن وجه الإعجاز في استخدام القرآن لتعبير “ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ”، وهو ما يتطابق تمامًا مع الاكتشافات الحديثة لعلماء البحار حول وجود “الأمواج الداخلية”، هذه الأمواج هي طبقات متتالية من المياه مختلفة الكثافة والحرارة والملوحة، تطفو فوق بعضها البعض في أعماق البحار والمحيطات، ولا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، وتحدث حواجز ضوئية تزيد من كثافة الظلام كلما تعمقت، فيتحقق وصف “ظلمات بعضها فوق بعض”، هذا الوصف الدقيق لم يكن ليدركه البشر وقت نزول القرآن، ويرتبط هذا الإعجاز كذلك بقصة نبي الله يونس (عليه السلام)، حين دعا ربه مسبحًا: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾، فاستجاب الله له في الظلمات الثلاث (ظلمة الليل، وظلمة البحر العميق بأمواجه وطبقاته، وظلمة بطن الحوت)، وهو ما يظهر الترابط البياني بين قدرة الله في تسخير الظلمات الكونية (البحرية) والنجاة منها بالتسبيح والدعاء.

 

يذكر أن ملتقى “التفسير ووجوه الإعجاز القرآني يعقد الأحد من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ويهدف الملتقى إلى إبراز المعاني والأسرار العلمية الموجودة في القرآن الكريم، ويستضيف نخبة من العلماء والمتخصصين.