مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

مقابلة مع السيد “فو”

31

بقلم – ياسمين سالم:

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب : توحش المصلحجية

الصحة النفسية ….الرهاب الاجتماعى …حلقة 39

بحثتُ كثيراً على صفحاتِ عم “جوجل”
فكانت العناوين الخارجية تأخذني فتذبذب أوتار حب الاستطلاع فيّ فأدخل متطفلة أنكُش في المحتويات لأُرضي رغبتي في التشبع بمعلومات نادرة وغريبة وأيضا مدهشة أستمرت عملية التنقيب وأنا مستمتعة ومتيقظة تماما لدرجة أنني قد شعرت أن كلمات بحثي قربت بأن تقابل الرد من عم” جوجل  بالأجابه “ماخبرش”
أعرف جيدا أن عقلي غير مألوف التفكير يبحث عن الرملة المختلفة بقاع البحر.
مازال متبقي لدي الكثير من الأسئلة أبحث لها عن إجابات و محركات بحثي لسان حالها لن نحصل علي أي نتائج سيدتي، سيدتي قولنا لكي لن نحصل علي أية نتائج، فوقتها أحاول فورا أن أستبدل كلمة بكلمة أخرى دون فائدة لدرجة أن العملاق “جوجل” بنفسه نطق بصوت الفنان الراحل إسماعيل ياسين
“فتشني فتش” لا والله “تجيش تفتشني”
لن تحبطني أبدا كثرة المحاولات قمتُ بتغير “لوحة المفاتيح” الي اللغة “الإنجليزية” لعلي ألقي مرادي بها،
وبدأت في ترتيب مفردات بحثي بإمعان..
كانت الأجواء حولي ساكنة تماما. بدأت مؤشرات جسمي تنبهني ب “صنعة لطافة” مش كفاية حر بقي ولا إيه ؟؟
أمسكت ب”ريموت التكييف” ودوست علي السهم لأقلل درجة أو اثنان لأنتعش قليلا ثم أواصل..
وبمجرد أن ضغطت علي الزر سمعت صوتاً رفيعاً ومجسم قائلا “مرحبا بك في عالمنا.. عالم الأذكياء والمميزون” نظرت جانبي لربما كان الكلام لأحد غيري فتذكرت أنى بمفردي ومن الواضح أنني أحلم ضغطت مرة أخري علي “ريموت المكيف” فيبدو أن بشاعة الحر أدخلتني في نوبة من الهلاوس السمعية أو قد يكون الأكسجين لم يصل لمخي جيدا،، لكن الصوت قد تكرر ثانية!!!
“أهلا بكي في عالم الأذكياء والمميزون”
فتأكدت لحظتها بأنني “المميزون”
نظرت بعيني لأعلي محدقة بجهاز التكييف لأري بشاشته الصغيرة جدا وجها لكائن فضائي في مقتبل العمر بارز الجبهة من الجانبين بعينين واسعاتين سوداء كعتمة قبو،،
أنفه صغير جدا ك”زيتونة واحدة في شطيرة بيتزا”
وفماً لا يقل صغراً عن طبيعة الأنف..
لم تكن الشاشة لتسع بقية تفاصيل الجسم..
ولكن من هيئة الصوت خمنت أنا الباقي..
ردد المخلوق ثلاثا كلمة “مسمك مسمك مسمك”
حقيقة لم أفهم في البادئ فبحثت سريعا علي عمو “جوجل” بأي لغة يتحدث الفضائيون وقبل أن تظهر لي الإجابة قال أسمي “فو سنو لي” فهمت وقتها أنه كان يسألني عن أسمى فقلت”ياسمين” قال “هلنبك،هلنبك،هلنبك” وسريعا ما تَيّقظت بعقلي “أساليب الفهلوه” وعرفت فورا انه يقول” أهلا بك”
فجاوبت “زلفل،زلفل،زلفل” وتوالت منه الكلمات كتعاويذ إفريفية “ليسلضحك بدددايتنسيئة لللتعااارف هعهوعععييي” هنا فتحت فمي ببلاهة وقلت “عيد تاني كده وحياة أبوك” فرد ببطئ شديد “دوووسي عا أي زر” فضغطت فوراً علي الريموت ليقول ببراعة:
“ليس الضحك بداية سيئة للتعارف”
قلت له: “يااااه يا جدع ماتقول كده من الصبح”
قال: لكني كنت بالعمل صباحاً
قلت:أقصد أنها كناية عن السرعة
قال:السرعة = الإزاحة / الزمن وبالرموز: ع = ح / ز حيث إنّ
وظهر ع الشاشه رسما بياني بحجم عقلة اصبعي وبدأ المخلوق يشرح فأوقفته في ذهول” يا جدع بقي يا جدع”
قال: قلت لكي أسمى من قبل” فو سنو لي”
قلت بصوتا مشمئزا “متضايقنيش في حياتي الله يباركلك يا فو” فأكملها لي “سنو لي”
برطمت بعصبية “يادي الحكاية” فألحقني :أتريدين أن أقص عليكي حكايه.. أي نوع تفضلين بوليسي أم كوميدي أم فضائي
قلت له “دي ليلتنا بيضة النهارده”
فقال هل تعرفين فوائد البيض للتخسيس..
سكت قليلا لاستجمع ما تناثر من شظايا صبري لأهدا ثم عدلت من جلستي ليستقيم ظهري كألف منقوشة بأنامل صبي في بداية تعليمه وعزمت نيتي بأن أعرف جيدا ما حقيقة هذا المخلوق!!
ليبدأ حواري من جديد برصانة
سيد” فو” هل لي بأن أسألك بعضا من الأسئلة فرد دون تفكير “أجل فهي بالفعل مهمتي قلت، حسنا فمن أي منطقه تنتمي؟ وما هو سبب تواجدك هنا اليوم؟ ،
ترخم صوته نسبياً ثم قال “فو سنو لي أبلغ من العمر مليارين وسبع وثمانون سنة وثلاث أشهر وأحدي عشر يوما وتسع ساعات وسبعة عشر دقيقة وثانيتان وخمس ومضات ضوئية” عشت معظم عمري بمجرة درب التبانة الي أن استقريت بالقزم الأبيض وهو مكانٌ قريبٌ من نجم تابع لمنطقتنا، أما عن سبب تواجدي هنا اليوم فجئت من أجلك أنتي” اصطدمت جملته الأخيرة بصيوان أذني وتجولت ككرة “بنج بونج” في “قعر جمجمتي” فأرتعش جسدي قليلاً وتلجلج لساني وحَدّثَ قلبي بصمت” أيعقل” فلاحقني السيد فو” “لقد أرهقنا كثرة بحثك” فقعرت كلماتي بحدة “أرهقتكم” قال فو “أيوة زهقتينا مهو برضو محدش بيسأل جوجل ليه شالوا الشطة من كيس النودلز، و لأ مصممة والراجل يقولك مفيش نتايج للبحث وانتي مكمله عادي يا شيخة بقي”
انسدلت شفتي السفلي وتباطئ نبض قلبي فرددت “هيه مالها بردت كده ليه”” أنت بتردح لي يا سيد فو” رد سريعا “مهي حاجة تطهق برضو حطي نفسك مكاني”
فقلت له” أمال فين اللغة.. فين الألاجة”
رد فو بنبرة” الشبيحة” قائلا” لأ ميغركيش ده أنا بلطجي فضائي قديم” ثم بدأ السيد فو يهدأ وتنحنح صوته” أسف جدا سيدتي لقد خرجت عن صلعتي” فنظرت فورا تجاه رأسه ثم قلت” الراجل ده باينله غلبان”
قولي يا فو وتسمحلي اقولك فو كده حاف
فو: عادي ياسو أحنا خلاص هنبقي واحد
ياسو: متكسفنيش بقي يا فو تشرب حاجه ط
فو: أكون ممنون لو اي عصير مسحب بلمعه نجمة وقزحة سكر متكوكب..
ياسو: دي طلعت المشاريب الفضائية أصعب بكتير من “ستار فاكس”
فو: أعرفه جيدا فأنا أقضي الويك آند مع أصدقائي هناك و بالمناسبه الفرع الرئيسي له داخل مجرتنا،
ياسو: ايه اللي جابك هنا
فو: قلت لكي أن كثرة بحثك جعلتنا أنا والقائمين علي تزويد “جوجل” بمعلوماته يوميا وتحديثها كل ومضة بشكل احترافي دقيق، عندما وجدنا أن ليس هناك أية نتائج لأبحاثك..كُلِفتُ من الهيئة الأستكشافية بالمجمع الفضائي أن أقوم بزياراتك لإيصال “رسالة” قد تعجبك، فنحن نعلم أن الكثيرين من شعوب الأرض يحلمون بالنزوح بعيداً عن هذا الكوكب بعد أن امتلئت ارجاءه بالتلوث والظلم والشر وعدم المساواة
قررنا نحن صفوة الفضائيون أن نعلن قريبا جدا أندماجنا معكم أيها الأرضيون ونحن في مراحلنا النهائية لترتيب كل الأشياء التي ستسمح لنا ولكم بالعيش علي الكوكبين
صرخت مهللة “فين في القزم الأبيض حلولي”
رد بفرحة شاب أراد التباهي أمام فتاته الجميلة نعم “وستكونين أنتي النجمة”
كمشت عيناي وجبهتي فتفلطحت الأنف تلقائيا وقلت: وهل كوكبكم هذا قابل بأن نعيش به، فرد بشكل علمي تقول أخر إحصاءاتنا نعم هو قابل، ولكن هناك بعض الاستعدادات للسيطرة علي المعوقات التى من الوارد أن تواجهكم أولها كيفية نقلكم الي هنا فالمسافة بيننا وبينكم ما يقارب ال “١١٧ سنة ضوئية”، أما بالنسبة للمناخ فهو جيد ويتناسب مع طبيعتكم لا حار جدا ولا بارد جدا، وستكون البيوت علي شكل حلقات دائرية يتخلل كلا منها قطعة من الفضاء ذات الهواء النقي الخالي من الشوائب الآدمية فيخرج الجميع متلهفا بعد يوما شاقا من العمل للاستمتاع بهدوء وجمال المشهد يستنشق نسيم صافي ومريح للانفس وهناك قابلية للتحليق علي أرتفاعا مسموح به، الخصوصية لدينا من البديهات لا مجال للغش أو الخداع، قانوننا يجرم حتي الكدب والتلاعب، يجرم الظلم واكل الحقوق والاستهانة بمشاعر الآخرين ، اما عن الطعام والمياة فأطمئني فكلاهما بجودة عالية وصحية للغاية
فجاوبت “طب أبعد عني الله لا يسئيك”
أكيد أنت طالعي في الحلم صح؟ فكم تمنيت أن أعيش مثل هذه الحياة في سلام دائم وطمأنينة
رد فو : وفي ختام رسالتي ليس ببعيد لقاءنا..تذكري.
و فجأة سمعت أصواتا متلاحقة وحروفا متقطعة وعبارات منغمة خمنت بأنها تواشيح فضائية ثم انخفضت درجات الحرارة ثم تلاشت كل الاشياء من حولي،،
فرجعت أنظر أمامي و كأن شيئا لم يكن أبحث بنفس الفضول ولكن بكلمات مختلفة للمره العاشرة..
“أيوه برضو ليه شالوا الفلفل الأحمر الحارق من كيس النوذلز”
لأقابل الرد “عشان أقابلك.. فوووو”

التعليقات مغلقة.