بسيوني الجمل :
أوضح فضيلة الدكتور نظير عياد مفتي جمهورية مصر العربية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم خلال الندوة التثقيفية بجامعة كفر الشيخ، أن القيم الدينية الحقيقية تعزز من وحدة المجتمعات وتساهم في بناء حضارة قائمة علي التسامح والتعايش، وأن التحدي الأكبر يكمن في فهم الأديان بعيدًا عن التحريف والتأويلات الخاطئة التي تؤدي إلى الانقسامات والصراعات.
أكد علي ضرورة نشر الخطاب الديني المعتدل الذي يدعو إلي الحوار والتفاهم بين أتباع الأديان المختلفة، انطلاقًا من المبادئ المشتركة التي تدعو إلى احترام الإنسان وكرامته.
قال أننا نعيش في عالم متعدد الاتجاهات والأفكار، مما يستوجب التمسك بالهوية الوطنية والثوابت الدينية لمواجهة محاولات طمسها.
الندوة بعنوان «القيم الإنسانية المشتركة بين الأديان أساس التعايش السلمي» وأقيمت بقاعة المؤتمرات الكبري بمقر الجامعة اليوم الاربعاء 12 من فبراير الجاري، بهدف التأكيد علي أثر القيم الإنسانية في بناء الوعي وتطوير الذات ودورها في تقدم المجتمع وتطوره ورفعة شأن أفراده.
تحت رعاية وحضور الدكتور عبد الرازق دسوقي رئيس جامعة كفرالشيخ.
بحضور العميد مصطفي شوقي المستشار العسكري لمحافظة كفر الشيخ والدكتور محمد عبد العال نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب والدكتور أماني شاكر نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والدكتور على صبري أمين عام الجامعة والدكتور رشدي العدوي منسق عام الانشطة الطلابية بالجامعة والعقيد محمود صلاح الدين شحاته مدير التربية العسكرية بالجامعة والسادة عمداء ووكلاء الكليات وأعضاء هيئة التدريس والجهاز الإداري وطلبة الجامعة.
أعرب الدكتور عبد الرازق دسوقي رئيس الجامعة عن سعادته بتواجد فضيلة الدكتور نظير عياد بالجامعة وتلبيته الدعوة ليلقي على مسامع منسوبي الجامعة محاضرة هامة عن القيم الانسانية المشتركة بين الأديان أساس التعايش السلمي، أوضح أن الندوة ضمن سلسلة الندوات التوعوية والتثقيفية التي تنظمها الجامعة فى إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية المتعلقة بضرورة نشر الوعي بين أفراد المجتمع وغرس القيم والمبادئ الأخلاقية، ومحاربة المفاهيم غير السوية والأفكار الهدامة، وتحصين الأذهان من تلك الشائعات المغرضة التى تستهدف النيل من استقرار ووحدة الوطن.
أكد أن إدارة الجامعة تحرص علي استضافة الشخصيات المجتمعية المؤثرة والقامات العلمية البارزة التي تساهم في دعم مخططات الدولة وتوجهها نحو التطوير والتشييد، ونشر الوعي بين الأفراد بأهمية مواجهة التحديات والمخاطر التى تهدد الأمن القومي، وتوضح حقيقة ماتتعرض له البلاد من محاولات موجهة لنشر الفتن وتفكيك وحدة الشعب، من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي.
طلب الدكتور عبد الرازق دسوقي من الشباب بضرورة اتخاذ مواقف إيجابية وصد الشائعات والالتفاف حول القيادة السياسية بكل مؤسساتها.
أكد فضيلة الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية أن جميع الأديان تقوم علي الخضوع والاستسلام لله تعالي، وأن المعني الشرعي يختلف بين الأمم والجماعات وفق سياقاتها التاريخية والثقافية، إلا أن جوهر الرسالات السماوية يظل ثابتًا في الدعوة إلي الحق والخير.
أشار أن العالم يواجه أزمة أخلاقيات في العديد من المهن مما ينعكس سلبًا على استقرار المجتمعات، وأن بعض القوي تسعي لإشعال الفتن بين الشعوب العربية وإضعاف وحدتها، وهو ما يستوجب التكاتف والتمسك بالقيم الدينية السامية.
أكد فضيلته أن المؤسسات الدينية والعلمية عليها دور محوري في تصحيح المفاهيم المغلوطة وتعزيز الوعي بقيم الوسطية والاعتدال، وأن التعايش السلمي لا يعني التنازل عن المبادئ، بل يتطلب إدراكًا حقيقيًا لحقوق الآخرين وواجباتهم.
اختتم حديثه بالتأكيد علي أن العالم بحاجة إلى نموذج حضاري يعكس القيم المشتركة بين الأديان، ويؤسس لعلاقات إنسانية قائمة على العدل والسلام، أكد أن الإسلام يدعو إلي الوسطية والاعتدال، وهو ما يتجلى في تعاليمه التي تحث على التعايش السلمي واحترام الآخر، وأن الرسالات السماوية تشترك في تقديس الله وتنزيهه عن المعاصي، مما يعكس وحدة المصدر الإلهي رغم تعدد التشريعات.
وجه الشكر لرئيس الجامعة وجميع منسوبيها علي حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وجه التحية للحضور الكريم وأبناء الجامعة الذين يمثلون شباب الغد ومستقبل الوطن، قدم التهنئة بمناسبة النصف من شعبان والاستعداد لاستقبال شهر رمضان سائلاً المولي عز وجل أن يجعل هذه الأيام موضع للخير يعم العالمين وأن يعيد علينا هذه الأيام ونحن في سلم وسلام فى ديننا وأوطاننا.
في نهاية اللقاء أهدي الدكتور عبد الرازق دسوقي رئيس جامعة كفر الشيخ درع الجامعة لفضيلة المفتي الدكتور نظير عياد تقديرًا وتكريمًا له، حيث إنه يعد واحدًا من أهم الرموز الدينية التي تفتخر بها مصر والعالم الإسلامي.