كتب – حمدى شهاب
يأتي افتتاح معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الثالثة والعشرين والتي انطلقت في 21 فبراير وتستمر لمدة عشرة أيام، ليؤكد على الاهتمام العُماني بدور الثقافة في بناء المواطن والوطن، وتكريس دور الدبلوماسية الناعمة في تحقيق مطالب السياسة الخارجية العُمانية.
تتميز هذه الدورة الجديدة بمزايا عديدة، تجعل منها إضافة حقيقية للمشهد الثقافي العماني الذي يتسم بحيوية ونشاط ملحوظ، تجسده فعاليات المعرض على امتداد أيامه وعلى نحو يعكس الثراء الكبير والتنوع الذي يتيحه المعرض لزائريه، وللمهتمين بالشأن الثقافي العماني والعربي بوجه خاص.
ولعل من أبرز ما يميز معرض مسقط الدولي الثالث والعشرين للكتاب، أنه يحتفي بمدينة صلالة كضيف شرف للمعرض، وهو تقليد رفيع يسمح بإطلالة واسعة، على بعض مما تتمتع به صلالة من إسهام حضاري وتاريخي، كبير ومتواصل، ومن نهضة شاملة، تعيشها في كنف مسيرة النهضة العمانية الحديثة، التي يقودها بحكمة واقتدار السلطان قابوس بن سعيد.
وبينما تتميز الدورة الثالثة والعشرين لمعرض مسقط الدولي للكتاب بمشاركة 783 دارا للنشر، تنتمي إلى 28 دولة عربية وغير عربية، تعرض نحو خمسمائة ألف عنوان، فإن أكثر من ثلث هذا العدد الكبير من الكتب، يعرض للمرة الأولى، بما يعنيه ذلك من ثراء وإضافة يقدمها المعرض لزائريه.
أما الميزة الأخرى لهذه الدورة، فإنها تتمثل في العدد الكبير من الإصدارات العمانية الجديدة، والتي تتجاوز 180 إصدار وهو ثمرة للرعاية التي تمنحها الدولة للشباب.
علاوة على ذلك، يشهد المعرض مجموعة من الفعاليات الثقافية العديدة والمتنوعة، والتي يتجاوز عددها 150 فعالية على امتداد أيام المعرض، وتضم ندوات فكرية، ومحاضرات ثقافية وتراثية ، وأمسيات شعرية، وعروض مسرحية، وترفيهية، وفعاليات أدبية وعلمية متعددة للأطفال، فضلا عن تكريم عدد من الرموز الثقافية العمانية.
وبينما يمثل معرض مسقط الدولي للكتاب نافذة واسعة على المشهد الثقافي العماني والإقليمي والدولي كذلك، بحكم العدد الكبير للعناوين المعروضة، وعدد الدول المشاركة في المعرض، فإن السمة المميزة أيضاً لهذا العرس الثقافي العُماني هي التعاون والتكامل بين الأجهزة المعنية، وخاصة بين اللجنة التنظيمية للمعرض والجهات الأخرى، بما فيها وزارة الإعلام ووزارة التراث والثقافة ووزارة التربية والتعليم وعدد من جمعيات المجتمع المدني.
الأمر الذي جعل من معرض مسقط الدولي مناسبة سنوية مهمة للكتاب والأدباء والمثقفين والباحثين والطلاب وغيرهم من المهتمين بالفكر والثقافة، خاصة وأنه أصبح واحدا من أهم معارض الكتاب على المستويات الخليجية والعربية والإقليمية.