مع انطلاق مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ Cop 27 والذي يعقد في مدينة شرم الشيخ، صدر حديثًا للكاتب والخبير الاقتصادي الدكتور إسلام جمال الدين شوقي، كتاب “اقتصاديات تغير المناخ” والمتاح حاليًا بالمجموعة العربية، ويشارك الكتاب حاليًا في معرض الشارقة الدولي للكتاب بدولة الامارات العربية كما سيشارك أيضًا في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023.
وقال شوقي ” لمصر البلد الإخبارية” اليوم الإثنين أن الاحتباس الحراري يعتبر من العوامل الخارجية المعقدة بشكل خاص لأنه عالمي، فالعديد من القضايا الحرجة التي تواجه البشرية اليوم عالمية من حيث السبب والتأثير ولا تستطيع الأسواق أو الحكومات الوطنية السيطرة عليها.
وهذه القضايا تشمل الاحتباس الحراري ونضوب طبقة الأوزون، والأزمات المالية والحرب الإلكترونية، وصدمات أسعار النفط، وانتشار الأسلحة النووية، وهذه العوامل الخارجية العالمية، التي تنتشر آثارها بشكل غير قابل للتجزئة في جميع أنحاء العالم، ليست ظاهرة جديدة، لكنها أصبحت أكثر أهمية بسبب التغير التكنولوجي السريع والعولمة.
وتابع شوقي أنه انفرد في الكتاب بتوضيح كيف يمكن تعبئة التمويل لمواجهة التغيرات المناخية حيث إن
قضية تغير المناخ قد أخذت موقعًا بارزًا في التمويل المستدام لمواجهة التغيرات المناخية وتقليل الانبعاثات وتعزيز التكيف مع الآثار الفعلية …، فإن الفوائد المتوقع الحصول عليها تفوق بشكل كبير أي تكاليف أولية إذا قام التمويل المستدام بتطوير أدواته التقليدية وطرح أدوات جديدة.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن نزعة إنكار وجود مشكلة مناخية قد أعاقت بشكل خطير المجهودات التي كان من شأنها أن تُوفّر علينا المشكلة المناخية الطارئة، فعلى سبيل المثال انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، يجب أن نفصل بين السبب والنتيجة من حيث الزمان والمكان، ويتعلق الفصل المكاني بحقيقة أن الدول الأكثر ثراءً قد حصلت على الفوائد الأكبر، وأنها هي الأقل تأثرًا بتغير المناخ، في حين أن الدول الأكثر فقرًا قد حصلت على أقل الفوائد، بينما هي الأكثر تأثرًا أو تضررًا.
ولفت إلى أن لكل مشروع يراد إقامته هدفًا وغاية يسعى إلى تحقيقها، وبالتالي عند تطبيق منهج التمويل المستدام والأخذ به يجب أن يتم الأخذ بأنواعه وأدواته المختلفة، ووفق طبيعة المشروع يتم أخذ أنواع التمويل المستدام المناسبة مع طبيعة المشروع الذي يقام.
وتابع قائلا:” على سبيل المثال وجد البنك الدولي أن توفير التمويل الأخضر من أجل التحول إلى الاقتصاد الأخضر يوفر فرصًا ووظائف اقتصادية جديدة، إذ أن استثمار دولار واحد يعطي في المتوسط 4 دولارات من الفوائد ناهيك عن التحول إلى ألوان الاقتصاد الأخرى كالأزرق والأصفر والبنفسجي فماذا سيكون العائد وقتها؟!”
ولم يكتف الكاتب بالناحية النظرية فحسب، بل حرص على دراسة التحليل الاقتصادي للتغيرات المناخية والآثار الخارجية السلبية، وتحليل التكلفة والعائد، والحجج الاقتصادية الداعية لوضع سياسة لتغير المناخ حيث تمثل التغيرات المناخية تحديًا كبيرًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث تؤثر تلك التغيرات على كافة قطاعات التنمية، كما ترتبط أهداف التنمية المستدامة بصورة أو بأخرى بالتغيرات المناخية ولتحقيق أي من تلك الأهداف لابد من التصدي للتغيرات المناخية.
واختتم د. إسلام شوقي حديثه قائلًا لقد اعتبرت مصر قضية تغير المناخ من القضايا الرئيسة الواجب الاهتمام بها نظرًا لموقعها بين أكثر الدول تأثرًا بتغير المناخ، فعلى الرغم من أن القارة الأفريقية الأقل إسهامًا في إجمالي الانبعاثات الكربونية العالمية، إلا إنها من أكثر المناطق تضررًا وتأثرًا من آثار تغير المناخ.