مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

معارض “كن أنت” لفنون الأطفال وذوي الهمم برعاية عادل فريد تفتح نوافذ الأمل وتلون قلوب الزوار

تقرير – المنشاوي الورداني:

“هذا المعرض يفتح نوافذ النور أمام أطفالنا”، هكذا وصفت فنانة تشكيلية من المغرب مشاركتها في فعاليات معرض “كن أنت”، بينما اعتبر أحد التشكيليين السوريين أن المبادرة “جسر إنساني يربط المواهب الصغيرة من مختلف الدول بروح واحدة من الإبداع والمحبة.” أما ناقد فني يمني فقد قال: “هنا نرى الفن وقد تجاوز الجغرافيا والحدود، ليصبح رسالة جامعة بين أطفال من مصر والعالم العربي وأبعد.”

هذه الشهادات لم تأتِ من فراغ، فالمعرض الذي شهدته قاعة أتيلييه القاهرة للفنون، برعاية الخبير المثمّن عادل فريد، قد تحوّل إلى مساحة إنسانية تُعانق الإبداع الطفولي وتُضيء على مواهب ذوي الهمم، ليصبح علامة فارقة في المشهد الفني والثقافي.

لوحات تنطق بالحلم

داخل القاعة، تلمح لوحة لطفلة مصرية صغيرة رسمت قاربًا أبيض يبحر في نيل أزرق صافٍ، وحوله طيور تحلّق بحرية. لم يكن القارب مجرد شكل فني، بل رمزًا لحلمها بالرحلة والانطلاق نحو مستقبل أفضل. وفي زاوية أخرى، قدّم طفل من ذوي القدرات الخاصة لوحة بألوان متداخلة كقوس قزح، جسدت مشاعره الداخلية في لحظة صدق كاملة، حتى وصفها أحد النقاد بأنها “لوحة قلب قبل أن تكون لوحة ألوان”.

أما لوحة الطفل السوري، فقد شدت الأنظار: بيت صغير يعلوه دخان خفيف، وأمام الباب أطفال يبتسمون رغم كل شيء. لوحة بسيطة لكنها حملت رسالة أعمق من أي خطاب سياسي، رسالة تقول: الأمل أقوى من الحرب.

ومن أمريكا اللاتينية، برز عمل يدوي لفتاة لم تتجاوز العاشرة، جمعت فيه خامات بسيطة من الورق والقماش لتصنع زهرة كبيرة بألوان حمراء وزهرية، اعتبرها الزوار رسالة حب من بعيد، تنضم إلى باقة الأمل التي يصنعها المعرض كل عام.

كلمات عادل فريد

في كلمته الافتتاحية هذا الصيف ، قال عادل فريد: “الفن رسالة إنسانية قبل أن يكون لوحة أو تمثالاً، ولهذا أردت أن يكون ‘كن أنت’ مساحة يشارك فيها الجميع دون تفرقة.”

وأضاف: “أؤمن أن الإبداع هو حق للجميع، ولهذا فالمشاركة كانت مجانية ومفتوحة لأن الموهبة لا تُقاس بالقدرة المادية.”

وتابع مؤكدًا: “حين نمنح طفلًا فرصة ليعبر بريشته، فإننا لا نصنع لوحة فقط، بل نصنع مستقبلاً أجمل، ونزرع في قلبه إيمانًا بقدراته.”

أصوات من قلب المعرض

قد يهمك ايضاً:

وفد إماراتي يزور استديو نجيب محفوظ بماسبيرو

كريم عميره: حضور لافت في برنامج “مصر جميلة”…

قالت والدة طفلة مشاركة من ذوي الهمم: “ابنتي كانت مترددة في البداية، لكنها حين رأت لوحتها معلقة بجانب أعمال الآخرين، شعرت أنها جزء من عالم أكبر.. هذه اللحظة لن أنساها أبدًا.”

بينما عبّر طفل يبلغ من العمر تسع سنوات عن سعادته قائلاً: “أشعر أن لوحتي صارت مثل كنز معروض، والناس ينظرون إليها ويبتسمون.”

أما والد أحد الأطفال من فلسطين فقال: “ابني لم يرَ وطنه إلا في الخيال، لكنه رسمه هنا بألوان العلم.. هذا المعرض أعطاه مساحة ليقول للعالم: أنا موجود.”

منصة للدمج الإنساني

المعرض لم يكن فقط للعرض، بل كان بمثابة منصة لقاء بين العائلات والفنانين والجمهور. جلس الأهالي بجوار أبنائهم يشرحون أعمالهم للزوار، وارتسمت على وجوههم ابتسامة فخر لا تُنسى. وشعر الزائرون أن المعرض مساحة دمج حقيقية، حيث تتجاور اللوحات بلا تمييز بين طفل سليم وآخر من ذوي القدرات الخاصة، لأن الفن كان هو اللغة المشتركة التي جمعتهم.

أكثر من معرض

خرج الجميع بانطباع أن “كن أنت” بات أكبر من مجرد حدث فني؛ إنه مشروع إنساني وثقافي متجدد، يمنح الأطفال مساحة للحرية ويمنح المجتمع فرصة للتأمل في قيمة الإبداع حين يولد من قلوب بريئة. لقد تحوّل المعرض إلى نافذة أمل ورسالة تقول: الفن ليس رفاهية، بل حق وضرورة للحياة.

التعليقات مغلقة.