كتب – سمير عبد الشكور:
يمثل مطار مسقط الجديد المزمع افتتاحه 20 مارس الحالي, دفعة قوية للقطاع اللوجيستي في سلطنة عُمان ويجسد عبقرية الفكر الاقتصادي والسياسي العُماني، حيث اختارت الحكومة العُمانية الطريقة المثلى لتنفيذ هذا المشروع العملاق عن طريق تقسيم المشروع إلى مراحل على هيئة حزم تم تنفيذها على مدار السنوات الست الماضية ؛ بحيث تتوزع التكلفة على موازنات سنوات التنفيذ حتى لا ترهق الميزانية العامة للدولة.
ولاشك أن إصرار سلطنة عُمان على الانتهاء من إنشاء هذا الصرح الاقتصادي والحضاري الواعد في هذه التوقيت, يعد إنجازا كبيرا في ظل الضغوطات الاقتصادية وتدني أسعار النفط العالمية والتحديات الجيوسياسية التي تمر بها المنطقة والتي ألقت بظلالها على الاقتصاديات العالمية والخليجية .
كانت المرحلة الأولى من مطار مسقط الجديد قد تم افتتاحها في نهاية عام 2014 وشملت المدرج الجديد والمرافق المرتبطة به من برج المراقبة ومجمع الأرصاد والملاحة الجوية بالإضافة إلى مباني الهيئة العامة للطيران المدني والطريق والجسر الرابط بين شارع السلطان قابوس والمطار الجديد ومحطات الكهرباء والتبريد.
وتم خلال المرحلة الأولى أيضاً، تحويل الحركة الجوية إلى المدرج الجديد الذي يستوعب أحدث أنواع الطائرات ومزود بأجهزة ملاحة تتعامل مع كافة الظروف المناخية والأجواء الضبابية، مما يسهل حركة متابعة الطائرات واستقطاب خطوط طيران جديدة،
جاء افتتاح هذه المنشآت بمثابة مرحلة انتقالية كبيرة في صناعة الطيران بالسلطنة ونقلها إلى آفاق أوسع بفضل التقنية الحديثة والأجهزة الذكية المستخدمة في أنظمة التشغيل التي تستخدم لأول مرة على مستوى العالم في مجال المراقبة الجوية والتي وفرت بيئة عمل مريحة للمراقبين الجويين وأعطت معدلات سلامة إضافية في إدارة حركة الطائرات في الأجواء العمانية وساعدت الطيارين في تحديد المدرج وارتفاعه بدقة وسهولة, كما زادت معدل استقبال الطائرات من 30 إلى 40 طائرة في الساعة في أوقات الذروة بمعدل طائرة كل دقيقتين بينما كان المدرج القديم يستقبل طائرة كل 6دقائق .
وتضمنت المرحلة الثانية، الافتتاح التجريبي لمبنى الركاب بالمطار الجديد, والذي يعتبر تحفة معمارية تجمع بين الأصالة والمعاصرة مع الحفاظ على الطابع العماني الأصيل.
وقد شهد ديسمبر 2017 انطلاق أول رحلة تجريبية من مبنى المسافرين الجديد بطائرة تابعة للطيران العماني كخطوة مهمة في مرحلة التشغيل التجريبي واختبار العمل بمعظم مرافق المطار وتم خلالها محاكاة التشغيل الفعلي للمطار بمرور المسافرين بجميع المراحل المعتادة للسفر باستخدام جميع المرافق والأجهزة والأنظمة الخاصة بالمطار.
ومن المقرر أن تستمر الرحلات التجريبية حتى موعد افتتاح المطار في العشرين من مارس الجاري, باستخدام العديد من الطائرات بمختلف الطرازات والسعات والأحجام لتجربة مواقف الطائرات الجديدة والمراجعة النهائية لتكامل أنظمة التشغيل والإرشاد الآلية وأجهزة ضخ الوقود وأجهزة التبريد والتكييف وغيرها من الخدمات , وتبلغ الطاقة الاستيعابية لمبنى المسافرين الجديد 20 مليون مسافر سنويا عند الافتتاح ترتفع لاحقا إلى أكثر من 50 مليون مسافر.
تستطيع السلطنة عند افتتاح المطار الجديد الدخول في مرحلة التنافسية مع مطارات الدول المجاورة والحصول على حصة عادلة من
ولا شك أن تدشين مشروع مطار مسقط الجديد، سوف يدعم وينشط حركة السياحة العالمية القادمة للسلطنة، بسبب موقعها الفريد والمقاصد السياحية المتميزة والمتعددة من شواطئ ممتدة ومحميات طبيعية وقلاع وحصون تاريخية ومنتجعات وفنادق راقية , فضلا عن خدمة بيئة الأعمال وجذب الاستثمارات الأجنبية.
فضلاً عن دوره الداعم لاستراتيجية تشغيل الشباب من خلال توفيره آلاف الفرص والوظائف للشباب العمانيين , بعدما تضمنت الحزمة السابعة من المشروع تدريب الكوادر الوطنية على تشغيل المرافق المختلفة للمطار وتزويدهم بالخبرات الإدارية والتقنية اللازمة للتعامل مع كافة المواقف والظروف , بجانب فرص التوظيف التي ستتولد عقب تشغيل المطار بكامل طاقته في مجال النقل والمواصلات واللوجستيات.