مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

مصر تطلق “أفريقيا تنمو خضراء”: وزراء  الصناعة والبيئة والمالية يوحدون الجهود لتمويل المناخ في القارة السمراء

سعاد أحمد على

تحت رعاية  وزارة البيئة وبحضور رفيع المستوى ضم كوكبة من الوزراء وممثلي المنظمات الدولية والمجتمع المدني والقطاع الخاص، انطلقت اليوم فعاليات منتدى “أفريقيا تنمو خضراء للتمويل المناخي” من العاصمة الإدارية الجديدة. المنتدى، الذي تنظمه مؤسسة استدامة جودة الحياة للتنمية والتطوير، يهدف إلى تعزيز آليات التمويل المبتكر للمشروعات البيئية المستدامة في قطاعات حيوية مثل الطاقة المتجددة والزراعة والبناء والتصنيع عبر القارة الأفريقية.

قيادة مصرية لدفعة التنمية المستدامة في أفريقيا

أطلق المنتدى كل من الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، ومعالي وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، ووزير المالية الأستاذ أحمد كجوك. وقد أكد الفريق مهندس كامل الوزير التزام مصر الراسخ بدعم التحول نحو الاقتصاد الأخضر، مشددًا على ضرورة اغتنام هذه الفرصة لبناء شراكات حقيقية تضمن مستقبلًا أفضل لأفريقيا، وبيئة صحية، واقتصادًا قويًا ومستدامًا. كما أشار إلى جهود وزارتي الصناعة والنقل في تطوير إطار عمل استراتيجي يدعم الاستثمار في التكنولوجيا النظيفة والطاقة المتجددة، ويعزز كفاءة استخدام الموارد. واستعرض الوزير تجربة مصر الرائدة في خفض الانبعاثات الكربونية، خاصة في قطاع النقل، حيث تساهم المشروعات العملاقة مثل مترو الأنفاق والقطار الكهربائي السريع في تحول كبير نحو وسائل نقل خضراء ومستدامة.

و اختتمت الدكتورة ياسمين فؤاد كلمتها بتأكيد أن الرحلة طويلة ومليئة بالتحديات، لكنها تستلزم التعلم من الدروس المستفادة وتناغم الأدوات بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني الداعم. وأعربت عن أملها في تحويل التحديات إلى فرص والآمال إلى واقع، داعيةً إلى الخروج بتوصيات قابلة للتنفيذ على المستوى الوطني والأفريقي وفي الدول النامية لضمان تحقيق الاستدامة.

من جانبها، ثمنت الدكتورة ياسمين فؤاد فكرة إطلاق منتدى سنوي لملف تمويل المناخ، مشيدة بجهود قطاع النقل في تحقيق الأهداف المناخية. واستعرضت الوزيرة رحلة مصر في تمويل المناخ، بدءًا من تأسيس المجلس الوطني لتغير المناخ ووضع الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، وصولًا إلى إطلاق سوق الكربون الطوعي والإصلاحات الهيكلية لجذب استثمارات القطاع الخاص.

فرص واعدة للقطاع الخاص وحوافز غير مسبوقة

قد يهمك ايضاً:

رئيس البرلمان العربي: إطلاق كيان الاحتلال النار تجاه وفد…

الرئيس السيسي ونظيره السنغالي يتناولان هاتفيا مستجدات…

أكد الأستاذ أحمد كجوك، وزير المالية، أن الرهان العملي والأنجح في سد الفجوة التمويلية يقع على عاتق القطاع الخاص، مشيرًا إلى وجود فرص واعدة ومتنوعة ومحفزة للاستثمار بقوة في التحول نحو الاقتصاد الأخضر. ولفت إلى أن الحكومة المصرية تعمل على تقديم حوافز إضافية لخلق بيئة متكاملة للاستثمارات الخضراء، بهدف تحويل مصر إلى مركز للتصنيع والتصدير لأفريقيا. كما شدد على أهمية تحويل المديونية إلى استثمارات والتمويل المتكامل والمستدام.

وفي سياق متصل، أوضحت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي (في كلمة ألقتها نيابة عنها الدكتورة منى عصام)، أن المنتدى يمثل فرصة مهمة لاستكشاف آليات تمويل مبتكرة للمشروعات المناخية. وأشارت إلى أن أفريقيا، على الرغم من امتلاكها إمكانات نمو هائلة، تتحمل تبعات غير متكافئة من التغيرات المناخية مع حصولها على 3% فقط من التمويل المناخي العالمي.

تضافر الجهود لتعزيز التمويل الأخضر

شهد المنتدى مداخلات هامة من الدكتور محمد فريد صالح، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للرقابة المالية، الذي أكد جهود الهيئة في تقليل الفجوة المعلوماتية وتعديل اللائحة التشريعية لسوق رأس المال لدعم التحول نحو المشروعات الخضراء وإطلاق أول سوق طوعي للكربون. كما أوضح الأستاذ طارق الخولي، نائب محافظ البنك المركزي، تحول القطاع المصرفي المصري نحو الاقتصاد الأخضر المستدام وتطوير أدوات مالية جديدة لجذب رأس المال، مشيرًا إلى مبادرات البنوك في إصدار السندات الخضراء وتأسيس إدارة مركزية للاستدامة وتغير المناخ بالبنك المركزي.

وفي ختام الفعاليات، دعا السفير وائل أبو المجد، مساعد وزير الخارجية لشؤون المناخ والبيئة والتنمية المستدامة، إلى الاستفادة القصوى من فرص التمويل المتاحة من المنظمات الدولية مثل صندوق المناخ الأخضر وصندوق التكيف، مؤكدًا على ضرورة وضع مشروعات مصر في صدارة الأجندة لجذب القطاع الخاص.

وأكدت الدكتورة ريم عبد المجيد، رئيس مؤسسة جودة الحياة، أن المنتدى يمثل منصة حوار فعالة لمواجهة التحديات التي تواجه تمويل المشروعات الخضراء، ويهدف إلى ربط الشركات بالبنوك ومؤسسات تمويل التنمية والمستثمرين.