تقرير – محمد صبحي:
بدأت الحكومة فعليا الدخول في مجال المقايضات كأداة تجارية من شأنها تخفيف العبء على العملات الأجنبية، وكشف وزير التجارة والصناعة، طارق قابيل، أمس أن الحكومة تدرس تنفيذ صفقة مقايضة مع الحكومة الأرجنتينية، تقضى بإمداد السوق الأرجنتينى بالدواء المصرى، المعالج لالتهاب الكبد الوبائى «فيروس سى»، بعد اعتماده دولياً، مقابل الحصول على منتجات أرجنتينية بنفس القيمة، لتلبية احتياجات السوق المحلية.
وأضاف “قابيل” خلال جلسة المباحثات التى أجراها مع مارتا جابريلا ميتشيتى، نائبة رئيس الأرجنتين، على هامش مشاركته فى المؤتمر الوزارى الحادى عشر لمنظمة التجارة العالمية، أمس، أن الصفقة تسهم فى تسويق منتجات الأدوية المصرية فى الأسوق الخارجية، فضلاً عن توفير العملة الأجنبية التى كان يتم إنفاقها فى استيراد المنتجات، وإصلاح خلل الميزان التجارى الذى يميل لصالح الأرجنتين. وبحسب بيانات وزارة التجارة فإن واردات مصر من الأرجنتين بلغت العام الماضى نحو 1.5 مليار دولار أغلبها من السلع الاستراتيجية مثل الحبوب والحاصلات واللحوم، وتقل الصادرات المصرية للأرجنتين عن 8 ملايين دولار.
ومن شأن تطبيق فكرة المقايضة تخفيف العبء على الدولار، وتدبير احتياجات السوق المحلية من المنتجات اللازمة بتكلفة قد تكون أقل في حال الاعتماد على طرق التجارة التقليدية.
وتعد شركة “فاركو” للأدوية البطل الرئيسي في ملف الصفقات المتكافئة مع الأرجنتين، حيث وقعت الشركة في وقت سابق تعاقدا مع شركة «برايم فارما» لتسويق علاج فيروس «سى»، وهى الشركة التي تعاقدت بدورها مع نجم الكرة الشهير ليونيل ميسي للترويج لمنتجها.
ووفقا لما ذكره قابيل فإن مؤسسة ليونيل ميسى، تبرعت بثلاثة آلاف جرعة من الدواء المصرى؛ لعلاج «فيروس سى»، بواقع ألف جرعة فى الأرجنتين وألفى جرعة فى دول أخرى، ما يؤكد نجاح الدواء، وسعره يمثل 10% فقط من متوسط سعر الدواء عالمياً. وبحسب تصريحات سابقة لرئيس “برايم فارما” فإن دواء فيروس سي يمكن استغلاله بشكل كبير فى إجراء صفقات متكافئة لسلع استراتيجية مع دول خارجية، وليس فقط الأرجنتين، وأوضح آنذاك أن الصفقات المتكافئة بشكل عام تشمل أربعة منتجات، هى الأسلحة، والدواء، والغذاء، والمنتجات البترولية.
وكانت مصر تتعامل بنظام المقايضة في أوقات سابقة، وكان القطن المصرى هو السلعة الأهم في ذلك النظام، لكن العمل بنظام الصفقات المتكافئة توقف نظرا لعدم وجود منتج متميز يكافئ المنتجات أو السلع الاستراتيجية لدى الدول الخارجية مثل القمح أو السلاح أو البترول. ولا تعد فكرة المقايضة بالسلع هى الأولى من نوعها، حيث تم طرح الفكرة عام 2015 خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلي مصر، إذ أعلن وقتها أن القاهرة وموسكو تعملان على تنظيم التعاملات في التجارة الثنائية بالعملات الوطنية، أي بالروبل والجنيه لتجنب التعامل بالدولار، لكن الفكرة لم تدخل حيز التطبيق حتى الآن.