مشكلة التأخر الدراسي

بقلم : المتولي إبراهيم إبراهيم

ماجستير في الدراسات النفسية والاجتماعية في مجال الطفولة

ونحن على مشارف بداية العام الدراسي لأولادنا، قد يواجه الأهالي بعض المشكلات التي تخص أبنائهم منها مشكلة التأخر الدراسي ومشكلة الهروب من المدرسة سوف نتعرض لهذه المشكلة، أسبابها وكيفية علاجها، حتى نُسهم في تكوين جيل قوي دراسيًا ونفسيًا واجتماعيًا قادر على المساهمة والمشاركة في تقدم مجتمعه ووطنه.

مشكلة التأخر الدراسي هي حاله تأخر أو تخلف أو نقص أو عدم اكتمال النمو التحصيلي نتيجة عوامل عقلية أو جسمية أو اجتماعية او انفعالية بحيث تنخفض نسبه التحصيل دون المستوي العادي المتوسط

ويعرف إجرائيا علي أساس الدرجات التحريرية التي يحصل عليها التلميذ في الاختبارات

وهي نوعان:

النوع العام : يرتبط بالغباء حيث الذكاء يكون من 70 – 85 درجة

النوع الخاص : ويكون في ماده معينة كالرياضيات ويرتبط بنقص القدرة

الأسباب :هي كثيرة ويندر ان يرجع لسبب واحد واهم أسبابه هي كالآتي :

1) الجسمية: كتأخر النمو، ضعف البنية، التلف المخي، ضعف الحواس كالسمع والبصر، الضعف الصحي العام، سوء التغذية والانيميا، اضطراب الكلام، الحالة السيئة للأم أثناء الحمل وظروف الولادة العسرة

2) النفسية :كالضعف العقلي ونقص القدرات العقلية ونقص الانتباه، وضعف الذاكرة والنسيان والشعور بالنقص وضعف الثقة في الذات، والاستغراق في أحلام اليقظة، اضطراب الحياة النفسية وصحته النفسية، وسوء التوافق العام والمشكلات الانفعالية والإحباط وعدم الاتزان الانفعالي والقلق والاضطراب العصبي وكراهية مادة دراسية معينة، عدم تنظيم مواعيد النوم، اضطراب الوالدين

3) الاجتماعية : انخفاض المستوي الإجتماعي والاقتصادي للأسرة واضطرابها، وانخفاض مستوي التعليم للوالدين، كبر حجم الأسرة والظروف السكنية السيئة ، سوء التوافق الأسري والعلاقات الأسرية المفككة وأسلوب التربية الخاطيء، وارتفاع مستوى الطموح والقلق وعدم الاهتمام ورفاق السوء

4) أسباب أخري: نقص أو انعدام الإرشاد التربوي، وسوء التوافق المدرسي، عدم مناسبة المناهج وطرق التدريس، عدم مناسبة المناخ المدرسي العام ونظم الامتحانات وقلة الاهتمام بالدراسة وعدم المواظبة وكثرة الغياب والهروب، وضعف الدافعية وعدم بذل الجهد الكافي في التحصيل والاعتماد الزائد علي الغير مثل الوالدين والدروس الخصوصية والحرمان الثقافي العام.

التشخيص: يقوم الإخصائي النفسي والاجتماعي والمدرس بمعاونة الوالدين للالمام بالموقف الكلي للتلميذ المتأخر دراسياً

يتم دراسة المشكلة بجميع جوانبها الجسمية والنفسية والاجتماعية والمدرسية واتجاهات التلميذ نحو المدرسة والمدرسين والمواد الدراسية وتنقلات المدرسين وطرق التدريس ودراسة ميول واتجاهات التلميذ وقدرته علي التحصيل الدراسي ونسبه ذكائه العام والخاص

الوقاية : التعرف المبكر على حالات التأخر وتلافي حدوث أسبابه والعناية بالتوجية التربوي والعناية بالنواحي الصحية والاجتماعية للتلميذ

طرق العلاج: يتعاون كل من الإخصائي النفسي والاجتماعي والمدرس والطبيب والوالدين بهدف المحافظة علي التحصيل الدراسي للتلميذ وتحسينه ويشمل العلاج مايلي:

1) الطبي: العلاج الجسمي العام وتصحيح أوجه القصور الحسي مثل ضعف البصر والسمع وعلاج الامراض التي تؤثر على الصحة العامة للتلميذ

2) النفسي: إقامة علاقات علاجية بين التلميذ والإخصائي والعلاج النفسى العام والارشاد النفسي وإرشاد الوالدين بخصوص تجنب أسباب التأخر وتنمية القدرات والعادات والمهارات وتنمية بصيره التلميذ وتشجيع التعديل الذاتي للسلوك

3) التربوي : الإرشاد التربوي والمهني والتعليم العلاجي حيث توجه العناية الفردية للتلميذ المتأخر دراسياً واعطاء التلميذ تمارين علاجية والاهتمام بالقدرات والمهارات الأساسية بما يمكنه اللحاق بزملائه وتنمية الدافع التحصيلي الدراسي لديه وتحسين مستوي التوافق المدرسي

4) الاجتماعي : تحسين مستوي التوافق الأسرى والاجتماعي بصفه عامة وتوجيه الأسرة لقيمه التعليم وضرورة تعلم أبنائهم وكذا التعاون بين الاسرة والمدرسة لعلاج الحالة

اما أسباب الهروب من المدرسة : 1) الاصابة بمرض نفسي أو عقلي فالتخلف العقلي أو اضطرابات الشخصية تسبب الهروب

2) رغبة الطفل في البحث عن فائدة أو جذب انتباه الاخرين أو لاشباع حب التفاخر أمام الزملاء أو رفاق السوء من المدرسة أو حرمانه من ضرورات الحياة

3) خلافات اسرية بين الوالدين أو احدهما أو الأخوة لا تجعل الطفل يستذكر دروسه وبالتالي يهرب من المدرسة أو لانشغاله بالأعمال المنزلية أو الحاقه بالعمل في المصنع أو الزراعة

4) قد يكون الهروب بسبب مشاكل بين الطفل والمدرسة أو أحد الزملاء فيخاف الذهاب إلى المدرسة

5) يكثر الهروب مع زيادة حب المغامرة والخروج عن السلطة أو سيطرة الاخرين او خوفه من العقاب والتوبيخ علي الدوام