مسرح الجريمة
انتشلها من قاع الفقر وأحسن إليها فكافئته بالقتل
كتبت – نبيلة مجدي
نجلاء ملقیتش اللي یتحملھا ویعطف علیھا فضلت ف الشوارع سكة تودیھا وسكة تجیبھا
وحالتھا تصعب علي الكافر شافھا الأستاذ محمود من البلكونة وھیا بتتلوي من شدة البرد
في عز الضلمة كانت الساعة ٢ بعد نصف اللیل نزل لھا مخصوص وخدھا وطلع بیھا
الشقة وعطف علیھا وعرض علیھا تشتغل عنده وخصوصاَ وانھ راجل كبیر ووحید وعنده
فلوس متلتلة ملھاش حصر فا وافقت لأن ملھاش حد وأستاذ محمود جالھا من عند ربنا
في الوقت المناسب لینقذھا من نوم الرصیف والبرد وبالفعل بدأت تخدمھ وأحوالھا بقت
أحسن بكتیر من اللي كانت علیھ وبدأت تاكل لقمة نضیفة وتنام نومة ھنیة مكانتش تحلم
بیھا وائتمنھا الراجل علي مالھ وحالھ ونفسھ وحسسھا بوجودھا بعد ما كانت ضایعة
ولكن محطش في اعتباره ان ثقتھ الزایدة لواحدة میعرفھاش دخلھا بیتھ وعمل منھا من
الفسیخ شربات زي ما بیقولوا ان الثقة دي ما كانتش في محلھا وھتنعكس علیھ.
وبعد مرور الوقت بدأت نجلاء تفكر وتقول لنفسھا أستاذ محمود دا راجل عایش لوحده
وكبیر في السن وملوش حد ھیسیب الفلوس دي كلھا لمین طیب ما انا أحق بیھا وأولي.
بدأت تخطط وتدبر وتعزم النیة علي سرقتھ بمعاونة اتنین من اصحابھا وبالفعل عرفتھم
كل كبیرة وصغیرة في الشقة.
وفي لیلة الجریمة فضلت صاحیة للفجر وھي سرحانة بتفكر في ھدوء في نفس الوقت
حالة من الرعب والقلق یسیطروا علیھا وكان الأستاذ محمود نایم في عز نومھ وبعد ما
سمعت خبط علي الباب قامت بسرعة قبل ما ینتبھ الجیران لصوت الباب وبعد كدا
یتبع…
فتحت الباب وواحد من أصحابھا البلطجیة وشوشھا بضرورة شل حركة كامیرات المراقبة
عشان محدش یتعرف علیھم وبعد كدا شاورتلھم علي حجرة نوم الأستاذ محمود فدخلوا
بالفعل بقلوب جامدة من غیر تردد وقدروا یلاقوا الخزنة الموجودة جمب الدولاب وكل دا
ومحمود نایم ولكنھ كان قام علي صوت واحد منھم وشاف المنظر قدامھ فحب یصرخ
ویستنجد بالجیران لكنھ ملحقش لأنھم كانوا أسرع منھ وانھالوا علیھ بالضرب وھیا معاھم
وھیا اللي قالتلھم موتوه وفعلا وقع ومتحملش ومقدرش یدافع عن نفسھ وھو لوحده في
السن دا ٧٢ سنة وبعد كدا سرقوا كل محتویات الخزنة وفتحوا التكییفات علشان یغطوا
علي أي ریحة تصدر من محمود اللي أذنب في حق نفسھ وكانت غلطتھ الكبیرة وذنبھ
الوحید انو عطف علي انسانة ملعونة عضت الید اللي نجتھا من نوم الأرصفة وانقذتھا
من الكلاب اللي كانت بتنھش فیھا وعاملھا زي بنتھ ووفر لھا حیاة كریمة وأحسن
معاملتھا وكان حریص علي اسعادھا وكا رد الجمیل انھا فاجئتھ بالسرقة وبالقتل
وبالطریقة المتوحشة دي من غیر شفقة ولا رحمة وبعد كدا اتقبض علیھم بعد ما كامیرات
العمارة قدرت تصورھم وتتعرف علیھم وكان أستاذ محمود ضحیة الطیبة الزایدة اللي
مبقاش فیھ منھا في الزمن دا.
فعلا كیدھن عظیم.
التعليقات مغلقة.