استقبل فضيلة الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، الأمين العام للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، رئيس مركز سلَام لدراسات التطرف، وفدًا رفيعَ المستوى من البرلمان الأوربي برئاسة السيد توماس تشوفسكي، عضو البرلمان؛ وذلك لبحث جهود التعاون في مجال مكافحة التطرف.
وفي مستهلِّ اللقاء استعرض الدكتور إبراهيم نجم جهودَ دار الإفتاء المصرية في مجال مكافحة التطرف والإرهاب، مشيرًا إلى أن الدار لم تألُ جهدًا في حربها ضدَّ جماعاتِ التطرف والإرهاب، بَدْءًا من إنشاء مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة عام 2014، وصولًا إلى إنشاء “مركز سلَام لمكافحة التطرف” الذي أطلقته دار الإفتاء خلال مؤتمر الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم العام الماضي، وهو مركز بحثي وعلمي وفكري يعمل تحت إشراف الأمانة.
وأضاف الدكتور نجم، أن وتيرة عمل المركز ترتكز على أُسس علمية رصينة في تعميق المناقشات العامة والأكاديمية والدينية المتعلقة بقضية التشدد والتطرف، ودعم عملية صنع السياسات الخاصة بعملية مكافحة التطرف وقايةً وعلاجًا، مؤكدًا أنَّ المركز يمثِّل انعكاسًا لدَور الدولة المصرية الرائدة في مواجهة التطرف والإرهاب، مشيرًا إلى عدد من المشاريع والمبادرات المهمة، التي انبثقت عن المركز، من بينها: موسوعة المرجع المصري لدراسات التطرف، وهو عبارة عن دليل يقع في أكثر من 1000 صفحة، يحاكي الأدلة الصادرة عن اليونسكو والأمم المتحدة والجامعات ومراكز الأبحاث، حيث يعدُّ مرجعًا لكلِّ الهيئات والمؤسسات المعنية بمكافحة التطرف، ونسعى إلى تحويله إلكترونيًّا.
في السياق ذاته أشار الدكتور نجم إلى أنَّ من بين مشروعات المركز، إطلاق أكاديمية سلَام، وتطبيق منارات الإلكتروني لمكافحة التطرف، وكذلك إطلاق الذاكرة الرصدية للتطرف، فضلًا عن إصدارات متنوعة حول ظاهرة التطرف والإرهاب.
وحول الخطط المستقبلية لذاكرة التطرف، أكد الدكتور نجم أنَّ أولها يأتي لتعزيز التعاون بين مركز سلَام لدراسات التطرف والمراكز البحثية والفكرية العربية والأجنبية؛ لتكون الذاكرة الرصدية الأولى عالميًّا في مواجهة التطرف في العصر الرقْمي، والمرجع الرئيسي لكافة المؤسسات والمراكز البحثية، والمظلة التي تجمع تحتها الباحثين العرب والأجانب.
كما أشار إلى أنه من ضمن الخطط المستقبلية عمل بروتوكول تعاون بين مركز سلام لدراسات التطرف، ومنصات التواصل الاجتماعي، بهدف الرصد الاستقصائي ومتابعة محتوى التطرف والإرهاب؛ لتحصين المجتمعات من الأفكار الهدَّامة، وإعداد كتاب إلكتروني بعنوان “منصات التطرف”، يحتوي على قوائم بالحسابات والصفحات الشخصية والمواقع الرسمية والمنابر الإعلامية وأبواق التنظيمات التكفيرية.
وأخيرًا، أبدى استعداد دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم لتعزيز التعاون مع البرلمان الأوربي بشأن مكافحة التطرف والإرهاب.
من جانبه أشاد السيد توماس تشوفسكي، عضو البرلمان الأوربي، بجهود دار الإفتاء المصرية في مواجهة قضايا التطرف والإرهاب، كما ثمَّن الدَّور المهم لمركز سلَام في الوقت الراهن من أجل التشبيك والتعاون مع المؤسسات الدولية لمواجهة هذا الخطر الذي يهدد الجميع.
وأبدى تطلعه إلى التعاون مع دار الإفتاء المصرية في مجال مواجهة التطرف والإرهاب، والاستفادة من تجربتها ومجهوداتها في هذا المجال؛ لكونها إحدى المؤسسات الدينية الوسطية المعتبرة في العالم.
التعليقات مغلقة.