مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

مراقبة الامتحانات وتحديات النزاهة الأكاديمية في المغرب

بدر شاشا: 

قد يهمك ايضاً:

موسكو تعلن تدمير 36 مسيرة أوكرانية في سماء روسيا

وزير الخارجية الصومالي يلتقي نظيره المصري

تعد امتحانات الباكالوريا في المغرب من أهم المحطات في المسار الدراسي للطلاب، حيث تفتح أبواب التعليم العالي والفرص المهنية المستقبلية. ومع ذلك، فإن ظاهرة “نفخ المراقبة المستمرة” والغش في الامتحانات قد أصبحت تحديًا كبيرًا يواجه النظام التعليمي المغربي.
 
تشير عبارة نفخ المراقبة المستمرة إلى الممارسة المتزايدة لبعض المؤسسات التعليمية في منح درجات مرتفعة للطلاب خلال فترة الدراسة، مما يؤدي إلى تضخم غير واقعي في معدلاتهم. هذه الممارسة، التي تهدف ظاهريًا إلى مساعدة الطلاب، قد أدت إلى نتائج عكسية على المدى الطويل.
 
في الوقت نفسه، أصبح الغش في الامتحانات ظاهرة منتشرة بشكل مثير للقلق. مع تطور التكنولوجيا، ظهرت أساليب جديدة ومبتكرة للغش، مما يجعل اكتشافها ومنعها أكثر تحديًا. هذه الممارسات تقوض مصداقية الشهادات الأكاديمية وتخلق بيئة غير عادلة للطلاب الملتزمين بالنزاهة الأكاديمية.
 
يمكن إرجاع انتشار هذه الظواهر إلى عدة عوامل:
 
– الضغط الاجتماعي والأسري للحصول على درجات عالية.
– المنافسة الشديدة على المقاعد الجامعية والفرص المهنية.
– ضعف الرقابة والعقوبات المفروضة على الغش.
– التركيز على النتائج النهائية بدلاً من عملية التعلم نفسها.
رغم أن هذه الممارسات قد تبدو مفيدة في الظاهر، إلا أنها تحمل عواقب وخيمة على المدى الطويل:
 
– تقويض قيمة التعليم والجهد الحقيقي.
– إعداد الطلاب بشكل غير كافٍ للتحديات الأكاديمية والمهنية المستقبلية.
– خلق فجوة بين المستوى الظاهري للطلاب وقدراتهم الفعلية.
– تآكل الثقة في النظام التعليمي المغربي على المستويين المحلي والدولي.
لمعالجة هذه القضايا، يجب اتخاذ إجراءات على عدة مستويات:
– تعزيز نظم المراقبة والتقييم لضمان عدالة وشفافية الامتحانات.
– تطوير برامج توعية لتعزيز قيم النزاهة الأكاديمية بين الطلاب والمعلمين.
– إعادة النظر في نظام التقييم ليشمل مهارات التفكير النقدي والإبداع، بدلاً من التركيز فقط على الحفظ.
– تشديد العقوبات على الغش مع توفير الدعم الأكاديمي والنفسي للطلاب الذين يواجهون صعوبات.
 
يعد التصدي لظاهرة نفخ المراقبة المستمرةوالغش في امتحانات الباكالوريا أمرًا ضروريًا لضمان جودة التعليم في المغرب. يتطلب هذا جهدًا متضافرًا من جميع الأطراف المعنية – الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور وصناع السياسات – لخلق بيئة تعليمية تقدر التعلم الحقيقي والنزاهة الأكاديمية. فقط من خلال مواجهة هذه التحديات بشكل مباشر وشامل يمكن للنظام التعليمي المغربي أن يحقق هدفه في إعداد جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل بكفاءة ونزاهة.
 

التعليقات مغلقة.