مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

مدائن صالح أهم حواضر الأنباط على أرض السعودية ” وكيبيديا”

7

مدائن صالح  أو “مدينة الحِجْر” كما كانت تعرف قديما، هي موقع أثري يقع في إقليم الحجاز في شبه الجزيرة العربية، شمال غرب المملكة العربية السعودية وتحديداً في محافظة العُلا التابعة لمنطقة المدينة المنورة.

يحتل المكان موقعاً إستراتيجياً على الطريق الذي يربط جنوب شبه الجزيرة العربية ببلاد الرافدين وبلاد الشام ومصر، كما أن للمكان شهرته التاريخية التي استمدّها من موقعه على طريق التجارة القديم الذي يربط جنوب شبه الجزيرة العربية والشام، والحجر اسم ديار ثمود بوادي القرى بين المدينة المنورة وتبوك

مدائن صالح

ورد ذكر الحجر في القرآن على أنها موطن قوم ثمود، الذين استجابوا لدعوة نبي الله صالح، ثم ارتدُّوا عن دينهم وعقروا الناقة التي أرسلها الله لهم آية فأهلكهم بالصيحة.

 تعد مدائن صالح من أهم حواضر الأنباط بعد عاصمتهم البتراء، إذ تحتوي على أكبر مستوطنة جنوبية لمملكة الأنباط بعد البتراء في الأردن، والتي تفصلها عنها مسافة 500 كم، ويعود أبرز أدوارها الحضارية إلى القرنين الأول قبل الميلاد والأول الميلادي، وذلك خلال فترة ازدهار الدولة النبطية وقبل سقوطها على يد الإمبراطورية الرومانية عام 106م، ويُعتقد أن الحِجْر استمرت في حضارتها حتى القرن الرابع الميلادي، وكانت عاصمة مملكة لحيان في شمال شبه الجزيرة العربية.

تضم آثار مدائن صالح 153 واجهة صخرية منحوتة، كما تضم عدداً من الآثار الإسلامية والتي تتمثل في عدد من القلاع وبقايا خط سكة حديد الحجاز والتي تمتد لمسافة 13 كم وكذلك المحطة والقاطرات. في سنة 2008م تم تسجيل الموقع ضمن قائمة مواقع التراث العالمي، ليصبح بذلك أول موقع يتم تسجيله في السعودية. كما يوجد موقع أثري آخر يعرف بمدائن شعيب يقع شمال غرب مدائن صالح ويتبع منطقة تبوك، حيث يحتوي الموقع على آثار تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة في مدائن صالح.

ومن الأشياء التي ميزت الأنباط أيضا في جبل إثلب، هي قدرتهم على استغلال الطبيعة في خدمة احتياجاتهم، إذ حرصوا على نقش ممرات أو خطوط صغيرة على الجبال، لتجميع مياه الأمطار، أو لإبعادها على واجهات القبور.

مدائن صالح

“قصر البنت”

أعمدة شاهقة ونقوش ضخمة وغرف خفية.. لحظات مهيبة يعيشها الزائر عند وقوفه أمام هذه المشاهد في “قصر البنت” أو “جبل البنات”، الذي سمي بهذا الاسم لأنه يضم 31 مقبرة تملكها نساء، بالإضافة إلى أسطورة تداولها سكان المنطقة تعرف باسم “بثينة والنحات”.

وتتحدث الأسطورة عن فتاة جميلة شعرها طويل تدعى بثينة، حبسها والدها فوق أحد القبور خوفا عليها من رجال المنطقة، إلا أن شابا تمكن من الوصول إليها من خلال “تسلق شعرها الطويل”، ليقعا في الحب قبل أن يكتشف والدها ويقتلهما.

وفي حديثها مع موقع “سكاي نيوز عربية”، أشارت بن قاسم إلى أهمية هذا الجبل بالنسبة للأنباط، كونه كان مكانا لقبور كبار القوم والأثرياء، ولقربه من المنطقة السكنية، التي كانت تقع تحت الأرض.

قد يهمك ايضاً:

تعرف على مواقيت صلاة الجمعة في محافظات مصر مع بدء التوقيت…

جولات ميدانية لوفد سلطنة عمان بمختلف شركات وهيئات وزارة…

“ملك وحكومة وشعب”

وفيما يتعلق بعملية بناء تلك المقابر الشاهقة ونحتها في الجبل، قالت هديل: “كان مجتمع الأنباط مكونا من ملك وحكومة وشعب، وليتمكن أي شخص من بناء قبر، خاصة إذا كان كبيرا، لا بد من أن يحصل على صك بناء من الحكومة، التي توفر له أيضا المساحة المناسبة والنحات”.

ولتنفيذ المهمة التي تستغرق سنوات، كان النحاتون يتسلقون الجبال باستخدام سلالم خشبية، ويستخدمون أدوات مثل المطارق والمعاول، وكانوا يبدأون النحت من الأعلى إلى الأسفل.

وعادة ما كان صاحب المقبرة يبنيها بغرض أن يدفن هو وأبناؤه والأجبال التي تليهم فيها، مما يعني أن الواحدة منها تضم عددا كبيرا من الأشخاص.

ونظرا لأن العلا قديما كانت تقع على خط التجارة العالمي، فإن النحاتين تأثروا بالحضارات الأخرى، مما يفسر وجود نقوش على واجهات المقابر مثل زهرة اللوتس من الحضارة المصرية، والجرار من الحضارة الإغريقية.

ولعل أبرز القواسم المشتركة بين معظم المقابر، هو “النسر” الذي يمثل أقوى إله لدى الأنباط يدعى “ذو الشرى”.

كما يوجود عليها جميعا “إطار” نقش عليه اسم الملك، والنحات، ومالك القبر، بالإضافة إلى عبارات “مخيفة” تحذر من دخول المقبرة وتهدد من يقبل على ذلك بـ”اللعنات”.

“مقبرة بلا ميت”

أما المحطة الثالثة لزائري “مدائن الصالح”، ولعلها الأكثر أهمية، فهي مقبرة “لحيان بن كوزا” (قصر الفريد)، التي تم نحتها على كتلة مستقلة من الحجر الرملي، مما يعني أنها تعود لفرد أو أسرة نبطية مرموقة.

وما يجعل هذه المقبرة تتميز عن غيرها، هي النقوش الموجودة على واجهتها، التي تضم 4 أعمدة شاهقة بدلا من عمودين فقط، كما كان طراز العمارة في الحجر في ذلك الوقت.

أما المثير بشأن هذه المقبرة، فهو أن بناءها لم يكتمل ولم يدفن أحد فيها، ويعتقد علماء الآثار أن السبب في ذلك يعود لدخول الرومان المنطقة، مما دفع النحات وصاحب المقبرة للهرب، أو بسبب وفاة النحات.

ومع اقتحام الرومان للحجر، تشتت الأنباط وانتهت حضارتهم التي عاشت وازدهرت على مدار نحو ألفي عام، إلا أن منحوتاتهم الفنية الدقيقة، بقيت شاهدة على عصرهم.

التعليقات مغلقة.