مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

محمد غزال: لقاء الرئيس السيسي والبرهان يعيد ترتيب الإقليم … ومصر أصبحت مركز إدارة الأزمات

صرّح محمد غزال، رئيس حزب مصر 2000 ورئيس ائتلاف الجبهة الوطنية الديمقراطية، بأن زيارة الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى القاهرة ولقاءه بالرئيس عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية تمثل تحولًا محوريًا في مسار الأزمة السودانية، ورسالة إقليمية ودولية واضحة بأن مفتاح الحل في السودان أصبح في يد مصر.

وأضاف “غزال” أن توقيت الزيارة يحمل دلالات شديدة الأهمية، إذ تأتي قبل أيام قليلة من اجتماع الآلية الرباعية (مصر – السعودية – الإمارات – أمريكا) في واشنطن، وهي الآلية التي يُعوَّل عليها لفرض تسوية تنهي الحرب الأهلية في السودان، مشيرًا إلى أن عقد اللقاء في قصر الاتحادية وبحضور كبار المسؤولين الأمنيين من الجانبين يؤكد انتقال الملف من مرحلة المراقبة إلى مرحلة التحرك السياسي والأمني المباشر.

وأوضح محمد غزال في تصريح لـه أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجّه خلال اللقاء ثلاث رسائل رئيسية تعبّر عن الموقف المصري الثابت من الأزمة السودانية:

1. رفض تام لأي كيانات موازية للحكومة السودانية الشرعية، بما يعني عدم الاعتراف بقوات الدعم السريع ككيان سياسي.

2. دعم وحدة السودان وسلامة أراضيه، في مواجهة أي محاولات خارجية لإعادة رسم خريطة جديدة للدولة السودانية.

3. تأكيد الشراكة الكاملة مع القيادة الشرعية في الخرطوم في أي تسوية قادمة، بما يضمن المصالح الأمنية المصرية على الحدود الجنوبية

وأكد رئيس حزب مصر ٢٠٠٠ محمد غزال، علي أن هذا اللقاء أعاد إلى البرهان الشرعية السياسية الإقليمية التي حاولت بعض القوى الدولية سحبها لصالح التوازن مع ميليشيا الدعم السريع، لتؤكد القاهرة مجددًا أن وحدة السودان واستقراره أولوية مصرية لا تقبل المساومة.

قد يهمك ايضاً:

الشباب العربي يزور مجلس الشيوخ ضمن فعاليات نموذج محاكاة…

عمرو الفارسي: إشادة الرئيس الأمريكي تعكس ثقة العالم في أمن…

وفي سياق متصل، أشار إلى أن الآلية الرباعية (مصر – السعودية – الإمارات – أمريكا) أصبحت المنصة الدولية الجديدة لتسوية الأزمة السودانية، وأن دخول واشنطن، بل والرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” شخصيًا على خط الملف وفقًا لتصريحات مستشاره، يعكس رغبة أمريكية في تطبيق نموذج “شرم الشيخ – غزة” على الحالة السودانية، بحيث تكون القاهرة مركز العمليات السياسية وواشنطن الضامن الدولي، بينما تتولى السعودية والإمارات تمويل المرحلة الانتقالية، وصولًا إلى حكومة وحدة وطنية قبل نهاية عام 2025.

وشدّد على أن وجود اللواء حسن رشاد، رئيس المخابرات العامة، في اللقاء يؤكد أن المباحثات تضمنت خطة ميدانية للتنسيق الأمني المشترك لمواجهة تهريب السلاح والمقاتلين عبر الحدود مع دارفور، مشيرًا إلى أن القاهرة انتقلت من مرحلة المتابعة إلى مرحلة الإدارة الفعلية للملف السوداني بما يخدم الأمن القومي المصري والعربي.

كما لفت إلى أن الملف المائي وسد النهضة كانا محورًا رئيسيًا في المحادثات، موضحًا أن اللقاء أعاد توحيد الموقف المصري – السوداني ضد أي إجراءات أحادية من جانب إثيوبيا، مؤكدًا أن القاهرة والخرطوم أصبحتا الآن في جبهة مائية واحدة تواجه سياسة فرض الأمر الواقع الإثيوبية.

وأشار إلى أن هذا التطور يعني أن أي تحرك مصري في السودان ستكون له أبعاد مائية واستراتيجية متشابكة مع ملف سد النهضة، وأن الأزمة السودانية باتت تمثل ورقة ضغط إقليمية غير مباشرة يمكن لمصر والسودان استخدامها في مواجهة أديس أبابا.

وأختتم تصريحه بالتأكيد على أن مصر أصبحت الآن مركز إدارة الأزمات والسلام في الشرق الأوسط، من غزة إلى السودان، ومن النيل إلى البحر الأحمر، مشيرًا إلى أن العالم يعيد ترتيب موازين الإقليم وأن شرم الشيخ أصبحت البوابة الجديدة لإعادة صياغة الخريطة السياسية للمنطقة.

وقال:

القاهرة اليوم ليست مجرد عاصمة دولة، بل أصبحت العقل السياسي للإقليم.

من يريد الحرب يتجاوزها، ومن يريد السلام يبدأ منها.”