أكد محمد غزال رئيس حزب مصر 2000، أن التطورات الأخيرة في السودان، وخاصة في مدينة الفاشر، تمثل نقطة تحول مفصلية في مسار الصراع الدائر بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع، مشيرًا إلى أن التقدم الميداني الأخير للجيش تحت غطاء جوي مجهول المصدر يعكس تغيرًا في معادلة القوة وقد يكون مقدمة لإعادة رسم خريطة السيطرة العسكرية في إقليمي دارفور وكردفان.
وقال: المفكر السياسي محمد غزال، إن المعلومات التي تناقلتها مصادر عسكرية سودانية، ونشرتها صحيفة سودان تربيون وعدد من الصحف المحلية، تشير إلى أن الجيش السوداني دفع بتعزيزات كبيرة إلى حدود مدينة الفاشر، مدعومة بآليات مدرعة ونيران كثيفة، تمكنت من اختراق خطوط تمركز ميليشيا الدعم السريع، بمساندة جوية وصفت بأنها “أجنبية مجهولة الهوية”، جرى تنسيقها مع سلاح الجو السوداني، وهو ما أدى إلى انسحاب جزئي لقوات الدعم السريع وتكبدها خسائر فادحة في الأفراد والعتاد.
وأوضح محمد غزال في تصريح لـه أن المؤشرات الميدانية تؤكد أن الجيش السوداني بدأ في تغيير عقيدته التكتيكية داخل المدن الاستراتيجية، حيث يعمل على إنشاء نقاط حصينة وتمركزات دفاعية في المناطق التي يستعيدها، لضمان عدم إعادة اختراقها أو سقوطها مجددًا.
وأضاف “غزال” أن التقارير الصادرة من الخرطوم تشير إلى نقل عدد من القادة الميدانيين البارزين إلى محيط الفاشر لإدارة العمليات عن قرب، فيما انتقلت هيئة الأركان إلى مدينة الأبيض في شمال كردفان، في خطوة تعكس إعادة هيكلة شاملة لمراكز القيادة والسيطرة الميدانية.
وأكد رئيس حزب مصر 2000، علي أن انسحاب قيادات الدعم السريع، وعلى رأسهم محمد حمدان دقلو (حميدتي) وأخيه عبدالرحيم دقلو، من مدينة الفاشر إلى جهة غير معلومة داخل السودان، يعكس حالة من الارتباك الاستراتيجي والتراجع الميداني، قد تؤدي إلى تفكك منظومة القيادة والسيطرة داخل الميليشيا خلال الفترة المقبلة.
وأشار إلى أن ما يحدث في السودان لا يمكن فصله عن التشابكات الإقليمية والدولية، موضحًا أن الحديث عن “غطاء جوي مجهول” واتهامات حاكم دارفور مني أركو مناوي لـ”جهات خارجية بقطع الاتصالات” بين وحدات الجيش، يؤكد دخول الصراع مرحلة جديدة من التدويل غير المعلن، ووجود أطراف خارجية تسعى لترجيح كفة طرف على آخر.
وختم تصريحه مؤكدًا على أن ما تشهده الفاشر هو نقطة تحول استراتيجية في مسار الحرب السودانية، وأن دخول عامل “الغطاء الجوي المجهول” يفتح الباب أمام تحالفات جديدة ستعيد رسم الخريطة الميدانية، داعيًا الأطراف العربية إلى عدم ترك الساحة الإقليمية رهينة لتدخلات خارجية تهدد الأمن الجماعي للمنطقة.
