في الذكرى التاسعة والأربعين لحرب أكتوبر المجيدة، أصدر محمد غزال، رئيس حزب مصر 2000 ورئيس ائتلاف الجبهة الوطنية الديمقراطية، بيانًا صحفيًا أكد فيه أن “التجريدة المغربية المنسية” تمثل واحدة من أصدق وأشرف صفحات التاريخ العسكري العربي، وأنها تُجسد جوهر العروبة عندما تكون فعلًا لا شعارًا.
وقال: إن المملكة المغربية الشقيقة قد شاركت في حرب أكتوبر المجيدة بموقف بطولي مشرف، حيث أمر الملك الراحل الحسن الثاني – رحمه الله – بإرسال ستة آلاف جندي مغربي إلى الجبهة السورية قبل اندلاع الحرب بأشهر، استجابة لطلب الرئيس الراحل حافظ الأسد، لتكون القوات المغربية تحت تصرف القيادة السورية بشكل كامل، وهو ما يعكس عمق الإيمان بوحدة المصير العربي.
وأضاف “غزال” أن القوات المغربية بقيادة اللواء عبد السلام الصفريوي خاضت معارك شرسة في جبهة الجولان، وأظهرت شجاعة نادرة رغم ضعف التسليح وغياب الغطاء الجوي، مشيرًا إلى أن الجنود المغاربة “قاتلوا ببسالة وحققوا تقدمًا ميدانيًا لافتًا، حتى سُمّوا في سجلات الحرب بـ أسود الجولان”.
وأوضح محمد غزال في تصريح لـه أن تلك القوات وجدت نفسها في معارك غير متكافئة بعد انسحاب بعض الوحدات السورية دون تنسيق، لكنها صمدت ببسالة في مواجهة الهجمات الإسرائيلية الجوية والبرية الضارية، ونجحت في صد هجوم كبير على مشارف دمشق، قبل أن تضطر للانسحاب بعد خسائر جسيمة في الأرواح والمعدات، “في مشهد بطولي يليق بأبناء المغرب الشجعان”.
وأكد رئيس حزب مصر 2000 ورئيس إئتلاف الجبهة الوطنية الديمقراطية محمد غزال، علي أن هذه المشاركة لم تكن رمزية أو بروتوكولية، بل كانت تجسيدًا عمليًا لوحدة الدم العربي، إذ قاتل المغاربة في أرض المشرق دفاعًا عن شرف الأمة وكرامتها، دون انتظار مقابل أو دعاية سياسية، معتبرًا أن ما عُرف باسم “التجريدة المغربية المنسية” يجب ألا يبقى منسيًا بعد اليوم، بل أن يُعاد له حقه في التقدير والإنصاف، بوصفه رمزًا صادقًا للتلاحم العربي الذي نحتاج إلى إحيائه في زمن الانقسام.
وأشار إلى أن هذه الصفحة البطولية من التاريخ العربي تُجسد المعنى الحقيقي للالتزام القومي، وتعيد التذكير بأن وحدة الصف العربي كانت ولا تزال السلاح الأقوى في مواجهة أعداء الأمة، مؤكدًا أن حرب أكتوبر أثبتت أن العرب عندما توحدوا انتصروا، وأن الانقسام هو الطريق الأسرع للهزيمة.
وشدد على أن إعادة قراءة التاريخ العربي وتوثيق صفحاته المنسية ليست مجرد فعل رمزي، بل واجب وطني وقومي وأخلاقي يهدف إلى بناء وعي عربي جديد يستند إلى الإيمان بالمصير المشترك لا إلى الأوهام السياسية الضيقة، موضحًا أن أبطال التجريدة المغربية الذين قاتلوا في الجولان وارتقوا في صمت “لم يكونوا جنود دولة بعينها، بل جنود الأمة العربية كلها، ومثالًا نادرًا في التضحية والانتماء”.
وفي ختام بيانه، وجّه المفكر السياسي محمد غزال التحية والتقدير إلى المملكة المغربية الشقيقة، قيادةً وشعبًا، على مواقفها التاريخية الثابتة في دعم القضايا العربية، وعلى ما قدمه أبناؤها من دماء طاهرة في سبيل الأرض والعروبة.
كما دعا إلى توثيق هذه الصفحات في المناهج التعليمية العربية، حتى يدرك الجيل الجديد أن العروبة ليست شعارًا يُرفع، بل فعلًا يُترجم وتاريخًا يُخلد.