مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

محمد غزال : “أفغانستان” قد تكون شرارة صراع عالمي جديد

قال محمد غزال رئيس حزب مصر 2000 ورئيس ائتلاف الجبهة الوطنية الديمقراطية، إن ما شهدناه مؤخرًا من تغييرات داخل البنتاغون، وعلى رأسها العودة إلى التسمية القديمة “وزارة الحرب”، يمثل تحوّلًا استراتيجيًا خطيرًا في العقيدة العسكرية الأمريكية، ورسالة واضحة بأن واشنطن بصدد الدخول في مرحلة جديدة من إعادة توزيع النفوذ وتهيئة المسرح الدولي لجولات صراع مختلفة عن السنوات الماضية.

وأوضح محمد غزال في تصريح لـه أن هذا التغيير لا يُعدّ تفصيلًا رمزيًا أو بروتوكوليًا، بل تحولًا في الرؤية العسكرية والسياسية الأمريكية، إذ تسعى واشنطن إلى استعادة زمام المبادرة عالميًا عبر ما يُعرف بـ«استراتيجية قلب الصراع» من خلال نقل بؤر التوتر إلى العمق الآسيوي، وبخاصة في جنوب آسيا وآسيا الوسطى والقوقاز، بما يضمن لها إعادة التوازن في مواجهة تصاعد النفوذ الروسي والصيني.

وأشار إلى أن الفترة المقبلة قد تشهد عمليات عسكرية محدودة وضربات جوية داخل العمق الآسيوي، قد تبدأ بمحاولة إسقاط حكم حركة طالبان في أفغانستان، في حال استمرارها في رفض تسليم قاعدة باغرام الجوية للولايات المتحدة، مؤكدًا أن تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لا تزال مؤشراً واضحًا على هذا المسار، حين قال صراحةً: «إذا لم تُسلَّم القاعدة، ستحدث أمور سيئة».

وأضاف “غزال” أن الاحتمالات لا تستبعد أيضًا توجيه ضربات عسكرية إلى فنزويلا في إطار خطة أمريكية أوسع لتأمين الاحتياجات النفطية استعدادًا لأي مواجهة كبرى محتملة بين روسيا وحلف الناتو، خاصةً مع احتدام التنافس الدولي على مصادر الطاقة والممرات الاستراتيجية.

قد يهمك ايضاً:

محمد غزال: مصر تفعلها من جديد … وشرم الشيخ تصنع السلام

مرشح برلماني يعلن انسحابه من قلب المقابر

وأكد رئيس حزب مصر ٢٠٠٠ محمد غزال، علي أن الأخطر في المشهد الدولي القادم هو احتمال الدفع نحو حرب إقليمية طاحنة بين باكستان والهند، أو بين باكستان وأفغانستان، مشيرًا إلى أن واشنطن قد تستخدم مثل هذه المواجهات كأداة لإعادة خلط الأوراق في واحدة من أكثر مناطق العالم حساسيةً وخطورة.

وتابع قائلاً:

لقد حذّرت منذ فترة قصيرة من أن الساحة المقبلة للصراع العالمي ستكون في العمق الآسيوي، وأن أفغانستان ستتحول إلى مسرحٍ لعملياتٍ إرهابية تمتد آثارها إلى محيطها الإقليمي، وهو ما بدأت مؤشراته بالفعل من خلال المناورات العسكرية الروسية – الهندية التي جرت في ولاية راجستان المتاخمة لكشمير وجامو، قرب الحدود الأفغانية عبر ممر واخان، تحت عنوان مكافحة الإرهاب، لكنها تحمل أهدافًا استراتيجية أعمق تتعلق بالاستعداد لانفجارٍ وشيكٍ في تلك المنطقة.”

وشدّد على أن التحركات الأمريكية الأخيرة ليست سوى رسالة تحذير لأفغانستان، وأن رفض تسليم قاعدة باغرام قبل نهاية العام قد يدفع المنطقة إلى موجة إرهاب جديدة وحرب غير تقليدية ستغيّر موازين القوى في القارة الآسيوية، وربما تمهد لولادة مرحلة أوراسية جديدة يعاد فيها رسم خرائط النفوذ بين الشرق والغرب.

وأختتم تصريحه مؤكدًا علي أن هذه التطورات تتطلب موقفًا عربيًا ودوليًا متوازنًا، يقوم على دعم الاستقرار ورفض منطق الحروب بالوكالة، والتمسك بخيار الحلول السياسية والدبلوماسية، محذرًا من أن إشعال بؤر صراع جديدة في آسيا لن يقتصر أثره على حدودها، بل سيمتد ليهدد الأمن الإقليمي والدولي بأسره.