مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

محمد عيد يكتب: ليبيا وتركيا وشعب مصر والأمن القومي

شعب مصر العظيم، شعب أصيل.. يبدو أمامك وكأنه شعب لا يبالي، يأخذ الأمور كلها على محمل الهزار والفهلوة والضحك.

هذا الشعب الذي عُرف عنه الشهامة والعراقة وحبه لوطنه غير العادي، ليس كمثله شعب في الأرض، رغم تجانسه واختلاف طوائفه وفئاته، إلا أنه شعب لا يخون.. منذ بداية التاريخ، وهو يختلف ويتفق مع قيادته، لكن وقت الحرب يرتدي الدرع ويحمل السيف، ويرسم البسمة على وجهه كاشفًا عن أنيابه من بين شفتيه، وكأنه خارج إلى نزهة ورحلة ترفيهية.

في العهد الفرعوني التف حول أحمس وتصدى للهكسوس، وفي مصر الوسطى تصدى للحملات الغربية والهجمات العدائية، وفي مصر الحديثة واجه الفرنسيين والبريطانيين، وضعه كتفه إلى كتف سعد باشا زغلول ورفاقه في ثورة 1919، ونجح في جلاء الاحتلال البريطاني، في ملحمة ما زال التاريخ يكتب عنها وعن بطولاتها دون أن يمل أو ينتهي، وسيظل على مدار التاريخ وعلى مر العصور وإلى نهاية العالم يدون الكثير والكثير عن هذه الثورة وعظمة هذا الشعب، وهزم الشيطان الذي لا يُقهر “إسرائيل” وحاميتها أمريكا في حرب 1973.

قد يهمك ايضاً:

في الـ 10 سنوات الماضية أدرك محاولات قوى الشر وما يواجه مصر من تحديات ومؤامرات لضرب استقرارها وأمنها القومي، ومازال حتى الآن يواجه تلك الويلات ويهزمها ويقهرها.

هذا الشعب خفيف الظل الذي نشر الكوميكسات والمقاطع المصورة حول أزمة الحرب في ليبيا والتصدي لأطماع أردوغان، ليس شعبًا تافهًا، لكنه ساخرًا من هذه الأقزام التي تظن أنها ممكن أن تمس أمن قومي لشعب هو بذرة جيشه، فلا قيمة لدولة كتركيا أو غيرها أو أجهزة تستهدف إثارة الفوضى في المجتمع دون مساندة شعب هو جيش.

نحن شعب مصر الذي رقص وهلل في الحرب وانتصر وسجل انتصارات عظيمة في جميع الحروب والمناوشات والمحاولات البائسة للنيل من بلاده، قادر بتلك النكات الساخرة على دحر أي محاولات أو انتهاكات تسهدف وطننا العظيم.

إن موجة التغريدات والتدوينات التي أطلقها الشعب المصري على منصات صفحات التواصل الاجتماعي السخرة وغيرها، والأفلام التسجيلية عن الجيش المصري هي رسالة واضحة وصريحة وقوية للعالم وليس لرجب طيب أردوغان فقط، أننا كشعب متلاحم بالداخل استطاع في ثورة 1919 جمع توكيلات أكثر من 2 مليون مصري بدون وسائل حديثه لمساندة الوفد، قادر على أن يكون اليوم بوسائل علمية حديثة أن يكون حائط صد منيع يشارك القوات المسلحة والأجهزة الأمنية للتصدي لتلك المحاولات البائسة واليائسة أو كما يُطلق عليها “لعب العيال”، دون أن ترهبه تلك الأصوات التي يعتبرها ذبابة تدوي في الغرفة يمكن أن يسقطها إذا شاء وفي أي وقت.