يعرف الصحفيون جيدًا معنى الكلمة، يعرفون معنى الشهادة، يعلمون جيدًا أن الكلمة هي قيمة الإنسان ومبدأه وموقفه في الحياة، لديهم من المقومات ما يجعلهم رمزًا للوعي، مثالًا لممارسة الديمقراطية البناءة دون تجريح أو اتهام أو إلقاء بالباطل.
الصحفيون يعرفون أن السر في الصندوق، وبدون حاجة لأية وسائل من وسائل الرقابة، فكانت ضمائرهم هي رقيبهم، ألسنتهم هي المعبر عنهم ثقافتهم ورقيهم، قلمهم هو الرمح الذي يُدوّن به رأيهم، يرسمون به ملامح مستقبل جديد أرادوه، حُلمًا حلموا به.
في انتخابات نقابة الصحفيين 2023، الكل فاز، والجميع انتصر، النقابة كسبت، ولم يخسر أحد، الأجواء كانت ملتهبة حُبًا وشغفًا بحماية المؤسسة، والدفاع عن المستقبل، الجميع مهمومٌ بالمهنة وأربابها، فهذا اختار وذاك اختار آخر، وكل حسب رؤيته وفكره، لا يُمكن أبدًا أن يتبادل أحدهم اتهامات تجاه الآخر، وإنما كانت الغيرة على صاحبة الجلالة هي الراية المدوية.
الجميع كان جسدًا واحدًا، يبتسمون، يتعانقون، يرفعون شعار “عاشت وحدة الصحفيين”، كلمة أحدثت زلزالًا كبيرًا بقوة 100 درجة بمقياس ريختر، كلمة هزت سماء عبد الخالق ثروت، ولعل هذا هو مفتاح الأمل الجديد الذي يُحرك كل ما تراكم عليه غبار اليأس، لعل هذا المشهد هو الإشراقة الجديدة التي تخرج منها النور فيستيقظ كل من أصابه الإحباط.
“عاشت وحدة الصحفيين”.. الذين يسعون لبناء عالم أفضل للجميع.. و”عاشت الكلمة” أمل المستقبل والتغيير، عاش هؤلاء الذين أضاءوا شاشات عرض بمشهد ديمقراطي واعٍ مثقفٍ فريدٍ ومتميز، عاش هؤلاء الذين سيتحدون من أجل مهنتهم ونقابتهم ومستقبلهم ومكانتهم في المجتمع.. عاش الأمل.
التعليقات مغلقة.