كتبت – ابتهال آدم:
ناقش ، مساء اليوم ، الدكتور محمد عبد القادر – مدير عام المكتب الفنى لوزير الشباب والرياضة – برامج وأنشطة وزارة الشباب والرياضة مع السادة المشاركين فى البرنامج التدريبى “اليات تنفيذ استراتيجية الفساد وجرائم العدوان على المال العام” ، والذي تنفذه الوزارة (الادارة العامة للتنظيم والإدارة) خلال الفترة من 19 الي 23 من نوفمبر الجاري بالمدينة الشبابية بأبى قير بالاسكندرية بمشاركة الشباب المتميز بالادارات الفرعية بمديريات الشباب والرياضة على مستوى الجمهورية .
أكد الدكتور عبد القادر فى بداية حديثه أن الهدف من هذا البرنامج هو التعرف على سبل مكافحة الفساد وعلاج سوء الإدارة بمراكز الشباب بالمحافظات ، حيث يتم اعداد وتأهيل المشاركين بالمهارات اللازمة والمعلومات والبيانات الدقيقة التى تساعدهم لتحقيق ذلك على أرض الواقع.
وقام بتعريف الخطة انها مجموعة من البرامج تخدم الأهداف العامة وينبثق منها مجموعة من الأنشطة التى تخدم نفس الأهداف ، كما أوضح كيفية بناء الخطة ، والتى تتضمن وضع سياسات وأهداف من قبل الوزارة وصياغة وتصميم برامج وأنشطة من قبل مديريات الشباب والهيئات. واقترح عبد القادر أن يكون هناك تقليص لاختصاصات مجلس ادارة مركز الشباب وتوسيع اختصاصات الجهاز التنفيذى له .
وأشارإلى أن الخطة التنفيذية للوزارة خلال العام المالى 2016/2017 تضمنت 324 مشروعا ، ومنها برامج التنمية الثقافية والعلمية ، برامج العمل التطوعى وبرامج الإعداد لسوق العمل وثقافة العمل الحر ، الأنشطة الترويجية واستثمار أوقات الفراغ ، المشاركة السياسية ، البرامج التى استهدفت بث روح الولاء والانتماء بصفة عامة ، موضحا أنه تم تقليص الميزانية المخصصة لبعض البرامج والأنشطة فى العام المالى التالى نظرا لضعف الميزانية .
ومن جانبه ، أكد الدكتور أحمد محروس – استاذ الادارة العامة وخبير التدريب والسياسات – على أن مكافحة الفساد وحدها لا تكفى لبناء الأمم ، وانما تحتاج الى تعزيز ثقافة النزاهة فى المجتمع حتى نسير على الطريق الصحيح للتقدم .. قام الدكتور محروس بتناول مفهوم الفساد ، حيث اوضح أن الفساد هو سوء استخدام السلطة من اجل تحقيق مكسب خاص ، طبقا لتعريف البنك الدولى ومنظمة الامم المتحدة لمفهوم الفساد ، واشار إلى أن هناك عدة اشكال للفساد ، على سبيل المثال : الرشوة والمحسوبية والمحاباة والواسطة وسوء استخدام السلطة ونهب المال العام ، مؤكدا على أن الفساد ليس حالة فردية ، وإنما يقوم به مجموعات وشبكات على الأرجح . واشار محروس أيضا إلى خصائص الفساد ، والتى تشمل : السرية ، تمويه الفاسد على انشطته ، تبادل المصالح .
كما ركز على أهم أسباب الفساد فى مصر ، ومنها ضعف الحماية للمبلغين وعدم وجود ضمانات وحوافز لهم ، طول فترة الاجراءات القانونية والقضائية الذى يساعد على هروب بعد المتهمين للخارج دون محاكمة .
وقام بتقديم نموذج مقترح لتفسير الفساد ، والذى تضمن ارتفاع العائد من الفساد الادارى ، احتكار الموظف العام للمعلومة ، جهل المواطن باللوائح والأنظمة ، التعقيد الادارى ، غياب المساءلة . وانتقل بعد ذلك الى الحديث عن مفهوم النزاهة ، وكيفية تعزيز ثقافة النزاهة من خلال تغيير السلوك (اللعب على اللاوعى – تواجد النموذج او القدوة – السلوك الجمعى – تطابق القول مع الفعل ) .
وفى ختام اللقاء ، أوصى الدكتور محروس المشاركين بتوعية الشباب بالنزاهة والسلوك القويم وعوائده على المجتمع ككل ، ومساعدتهم على الاستمرار فى هذا السلوك بالمتابعات وازالة العقبات ومكافئة السلوك النزيه ، كما أكد على ضرورة التصدى للفساد من خلال التبليغ ، توعية الغير ، خلق ثقافة مواجهة الفساد ،عمل صفحات تواصل اجتماعى لمكافحة الفساد ، التشهير وخلق حركات مناهضة للفساد ، التشبيك مع الجمعيات المختلفة لمواجهة الفساد .. مختتما حديثه بمقولة : “بناء الانسان قبل بناء العمران ” .