مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

محمد حسن حمادة يكتب: هل قدمت حماس غزة للمحتل على طبق من ذهب؟

179

إنزال مظلي بدون طائرات! أين القبة الحديدية أين كان طيران الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو والدفاعات أثناء الاقتحام؟ هل نحن أمام لعبة (بابجي) نراها على أرض الواقع أم مسرحية هزلية تغاضت فيها إسرائيل عن أفعال حماس لتجرها لنفس سيناريو أحداث الحادي عشر من سبتمبر حينما غضت واشنطن الطرف عن الهجوم الذي ألصقته بالإسلام والمسلمين وكان الأمر مخططا له سلفا لتدمير العراق فهل هذا مخطط لتدمير غزة؟ والدليل تحرك الأسطول الأميركي السادس لسواحل غزة وتحريك حاملة الطائرات الأمريكية (يو إس إس جيرالد آر فورد) أكبر حاملة طائرات بالعالم إلى شرق البحر الأبيض المتوسط؟

 

من المفترض بعد طوفان الأقصى يقيم العرب والمسلمون الأفراح ويعلقون الزينة والرايات وإسرائيل تقيم سرادق عزاء فهذا هو الطبيعي لكن أن نجد المطبعين يقيمون سرادق عزاء ويعلنون الحداد فهذا تجني وقتل لروح المقاومة فلا شك إن كان هناك يوم ‏سوف نفخر أننا عشناه فهو يوم ٧/١٠/٢٠٢٣ الذي دشنت فيه المقاومة عملية “طوفان الأقصى” فهو يوم من أيام العز والمجد والفخار والبطولة والفداء، فعملية طوفان الأقصى أغرقت إسرائيل وأثبتت أن الكيان الصهيوني مجرد نمر من ورق فالنصر ما هو إلا صبر ساعة إن خلصت النوايا وتوحدت الصفوف وتوارى الخونة والمطبعون والمثبطون ولهؤلاء نقول لهم: كانت إسرائيل ومازالت تشن هجماتها على غزة بدون أسباب فهذه عقيدة الصهاينة العسكرية فعليكَ أن تفرح أن المقاومة تفسد تكتيكاتهم العسكرية فلأول مرة نكون نحن الفعل وليس رد الفعل “فإذا صرخت فأسمع وإذا ضربت فأوجع فإن العاقبة واحدة” الموت يأتي من السماء هذا في قاموس الثوار أما في قاموس التجار فالتفكير دائما في بند الخسارة قبل الأرباح! طوفان الأقصي تطور مرعب غير متوقع من المقاومة فأنا شخصيا مازلت في حالة ذهول من هذه العملية فحتى وقت قريب كنت مؤمنا بأن هذه المقاومة لا تمتلك إلا (البومب والصواريخ ولعب الأطفال) التي كنا نلهو بها ونحن صغار لكن دهشت عندما عرفت أن المقاومة تمتلك طائرات وعتاد وصواريخ حقيقية! كالصاروخ (رجوم) وقسام 1″ وصاروخ (R120) وصاروخ كيو 12-20″ (Q12-20): وهو يحمل رؤوسا متفجرة ذات قدرة تدميرية عالية والصاروخ (A120) وصاروخ “عياش 250” فضلا عن سرب صقر (قوات محمولة جوًا). وغيرها، من منا كان يحلم أن يشاهد المقاومة الفلسطينية تقتل وتأسر جنودا صهاينة وتسيطر على ثلاث مستوطنات في عملية ناجحة على كل الأصعدة برا وبحرا وجوا! نعم رد الصهاينة سيكون غاشما وستكون الخسائر فادحة في غزة لكن ماالجديد؟ الجديد من وجهة نظري أن المقاومة بثت الروح في شرايين الأمة وأعادت لنا الثقة من جديد وبرهنت أن القبة الحديدة والترسانة العسكرية الصهيونية ماهي إلا مجرد فزاعة لإرهاب الجبناء، طوفان الأقصى أرغمت نتنياهو بالاعتراف وهو خاسئ ذليل مذعور “أن إسرائيل في حالة حرب”. وأظن أن المقاومة أذكى من أن يٌقدموا على عملية طوفان الأقصى دون إعداد خطة الردع تجاه التصعيد الإسرائيلي بل أعتقد أن المقاومة ستفاجئ إسرائيل بأوراق وأسلحة لم تعهدها من قبل وانتفاضات مسلحة في كل شبر من فلسطين، عملية طوفان الأقصى قلبت (الطرابيزة) على الطاووس الصهيوني الغاشم (النافش ريشه المنفوخ على الفاضي) وأكبر دليل تحرك الأسطول الأميركي السادس لسواحل غزة وتحريك حاملة الطائرات الأمريكية (يو إس إس جيرالد آر فورد) أكبر حاملة طائرات بالعالم إلى شرق البحر الأبيض المتوسط؟ ياسبحان الله حاملة طائرات أمام بندقية وأسلحة خفيفة!؟ لم تحرك أميركا جنديا واحد ضد بوتين في أوكرانيا وتحرك أساطيلها ضد المقاومة الفلسطينية؟ مؤشر قوي بأن ميزان القوى قد تغير.

قد يهمك ايضاً:

أخطاء تجتنبها في السنوات الأولي للزواج

وفاءً واعتزازًا: حفل تأبين العامري فاروق في قلب الأهلي

ماعادت الولايات المتحدة الأمريكية مخيفة فأميركا زحفت على بطنها أمام طالبان وخرجت من العراق مطأطأة الرأس وهي منبطحة الآن أمام الصين وبوتين، أمريكا فقاعة كبيرة ونحن من ضخمناها، وكل ذلك لن يجدي نفعا مع عقيدة راسخة ودين وإيمان بعدالة القضية يتفوق على أضخم ترسانة نووية، فعلى يد المقاومة شاهدنا (الميركافا) محترقة والجيش الذي لا يقهر رأيناهم يفرون كالجرذان المذعورة أمام الأسلحة الخفيفة، ستنجح حماس عندما يجرونهم لحرب العصابات، سننتصر عندما يعرف الكيان الصهيوني وواشنطن أنهما لا يحاربان حماس فقط بل يحاربان العالم الإسلامي، تذكروا بأننا لا ننتصر إلا بسلاح الإيمان قال تعالى: إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ). وقال أيضا: ﴿ٱلَّذِینَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدۡ جَمَعُوا۟ لَكُمۡ فَٱخۡشَوۡهُمۡ فَزَادَهُمۡ إِیمَـٰنࣰا وَقَالُوا۟ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِیلُ* فَٱنقَلَبُوا۟ بِنِعۡمَةࣲ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضۡلࣲ لَّمۡ یَمۡسَسۡهُمۡ سُوۤءࣱ وَٱتَّبَعُوا۟ رِضۡوَ ٰ⁠نَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ ذُو فَضۡلٍ عَظِیمٍ﴾.

وتذكروا وعد الله سبحانه وتعالى: (وَقَضَيْنَآ إِلَى بَني إِسْرَائيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً* فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَآ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً* ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً* إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ الآخرةِ لِيَسُوؤواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً* عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً). 

قال سيدنا عُمر رضي الله تعالى عنه وأرضاه: ادعوا لإخوانكم المجاهدين إنكم لاتنصرون بالعداد والعدد ولكن تنصرون بالدعاء”. فاللهم انصر فلسطـين وسدد رميهم وثبت أقدامهم ورد أقصانا من الكيان الصهيوني المغتصب، اللهم إنا قد استودعناكَ فلسطين وأهلَها، كبارَها وصغارَها، رجالَها ونساءَها، شبابَها وبناتِها، أرضَها وسماءَها، فاحفظها يا الله من كل سوء اللهم آمين يارب العالمين.

التعليقات مغلقة.