مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

محمد حسن حمادة يكتب: عندما استقبلت قريتي طنان قليوب قليوبية المهجرين من مدن القناة عقب نكسة 1967.

في ذكرى نكسة 1967 نوثق لدور قرية طنان قليوب قليوبية الإنساني والاجتماعي عندما قدمت طنان ملحمة وطنية خالدة واستقبلت المهجرين من مدن القناة لتضرب أروع الأمثلة في الانتماء والوطنية والمعدن الأصيل فعقب نكسة 1967 عانت مدن القناة من التهجير، حيث غادرت العائلات بيوتهم من مدن السويس والإسماعيلية وبورسعيد، هربا من جحيم طيران العدو الإسرائيلي وحتى لا يكونوا رهائن في قبضة المحتل الصهيوني فتم نزوح قرابة المليون شخص إلى مدن الدلتا والقاهرة الكبرى والصعيد، لبت طنان نداء الوطن واحتضنت طنان بعض هذه العائلات وضمدت جراح مايقرب من خمسين أسرة استقبلوا بود وترحاب وتكاتف أهل طنان في إيوائهم ورعايتهم وتسابقوا في إطعامهم على رأس هؤلاء الحاج عبد المطلب حجاج والحاج أحمد بدر البيشي رحمهما الله بصفتهما عضوا الاتحاد الاشتراكي بطنان فقد كانا المسئولين عن توصيل الطعام يوميا الذي يتم التبرع به من أهالي طنان لهؤلاء المهجرين فبعد صلاة الظهر كان يطرقا أبواب أهالي طنان ومعهما مجموعة من الفتيات يحملن (القفاف جمع قفة) بعض الأهالي كان يتبرع بالخبز أو الجبن أو السمن وبعضهم بالنقود كما تم تغيير الخريطة التعليمية في طنان من أجلهم وتم إلحاق أبناء المهجرين بالمدرسة المؤسسة وتم تسكين هؤلاء المهجرين في فصول المدرسة المؤسسة وسرعان ما انخرط هؤلاء المهجرون في المجتمع الطناني، الجدير بالذكر أن معظم هؤلاء كان يعمل بصناعة (كلوبات) السفن فعملوا بصناعة (الكلوبات) وتصليح (بواجير الجاز) بمنزل الحاج عبد الهادي محفوظ رحمه الله وبعد نصر أكتوبر 1973 عاد منهم من عاد وبعضهم تزوج من طنان، عن هذه الفترة يؤكد الأستاذ علي عبد الهادي فيقول: تقاسمنا رغيف العيش من خبيز سيدات طنان الخبز البلدي حيث كنا لا نعرف خبز الأفران فلم يكن بالقرية أفران كما تقاسمنا الجبن البلدي وكل منتجات القرية وكنا من خلال التنظيم الشعبي منظمة الشباب الاشتراكي نسهم بكل ما نملك من جهد وأموال بسيطة، كما أسهمنا فى تسكين بعض الأسر التي رفضت السكن الجماعي بالفصول الدراسية بالمدارس”. كما يوضح: لم يكن بالقرية كهرباء فكنا نحمل إليهم (الكيروسين) لإضاءة اللمبات الجاز و(الكلوبات) واستمرت الصداقة بيننا حتى هذه الأيام فلنا أصدقاء بالإسماعيليه أمثال أولاد العدوي التجار بمدينة الإسماعيلية والسويس أمثال الإعلامي الكبير النحاس عبد الحميد وما رأينا منهم إلا كل احترام وأدب”. وعقب انتصار السادس من أكتوبر 1973 وعلى وقع نغمات آلة السمسمية التي تحكى تاريخ المقاومة الشعبية لمدن القناة ودعت قريتي طنان هذه العائلات وعزفا معا أجمل الألحان الوطنية:

يا بيوت السويس يا بيوت مدينتي

أستشهد تحتك وتعيشي إنتي

أستشهد والله وييجي التاني

وأموت ويا صاحبي

قوم خد مكاني

دي بلدنا حالفة

قد يهمك ايضاً:

اللواء دكتور أحمد رفاعى يكتب «الدروس المستفادة من حرب…

أزمة الحداثة وتحولاتها عند زيجمونت بومان: من الصلبة إلى…

م تعيش غير حرة

قفلت بيتي

وسكيت دكاني

ياشطي و بحري

وشبكي وسفينتي

يا بيوت السويس

يا بيوت السويس.

التعليقات مغلقة.