محمد حسن حمادة يكتب حصريا لمصر البلد: تجار الغناء الجدد
من حسن شاكوش وحمو بيكا للفنان هاني شاكر نشكركم على حسن تعاونكم معنا.
وأخيرا استيقظت جمهورية كأن وقررت دخول معركة الذوق العام فحشدت كل أسلحتها وذخيرتها لمحاربة أغاني المهرجانات بعدما غزت الكفور والنجوع والمدارس وصالونات الحلاقة والأفراح والتكاتك وصارت أشبه بنشيد قومي وأضحي حسن شاكوش وحمو بيكا وكزبرة ورفاقه الأسماء الأكثر شهرة وتداولا علي محرك جوجل وصارت فيديوهاتهم الأكثر مشاهدة، ليت الدولة وعلي رأسها وزارتي الثقافة والإعلام ونقابة الموسيقيين وضعت استراتيجية للمواجهة فالمنع ليس حلا فكل ممنوع مرغوب وخاصة في عصر السوشيال ميديا واليوتيوب فمؤدو مايسمي بأغاني المهرجانات يستطيعون أن يصلوا إلي العالم وهم في حجرات نومهم.
عندما بدأ عدوية مشواره الغنائي لفظه ونبذه الجميع ورفضت لجنة الاستماع بالإذاعة إجازة صوته، لم يسانده أحد في مصر إلا عبدالحليم حافظ بل ذهب إليه في إحدي حفلاته وغني معه والآن حدثوني عن عدوية أصبح هو الأب الروحي للأغنية الشعبية، إذن كان نغمة نشاز في بدايته ولاقي استهجانا شديدا ومع الوقت وجد استحسانا هكذا أغاني المهرجانات التي هي التطور الطبيعي للموسيقي الشعبية وللغناء الشعبي بصورة مواكبة للعصر وللتكنولوجيا، ونتاج حالة للفراغ الفني وللحالة الاقتصادية التي نعيشها.
لامفر من مواجهة الإسفاف ولكن بأي آلية؟
هل بقرار من نقيب المهن الموسيقية الفنان هاني شاكر وبمجرد ما (يدعك) في الفانوس السحري أو يضغط علي زر الريموت كنترول ستتوقف أغاني المهرجانات بالطبع لا، لكن بالتدخل الحكيم بمحاولة تهذيب هذا اللون والارتقاء به ووضع ضوابط لصُناعِه بقوانين صارمة تمنع خدش الحياء والألفاظ البذيئة واحتواء هذا اللون الذي يشبه الابن غير الشرعي بمنحه شهادة ميلاد وهُوية جديدة حتي يكون ابنا شرعيا، الأهم أن تعود الدولة لسابق عهدها راعية للفنون وللثقافة ولاتترك الساحة الفنية كحقل تجارب للبيروقراطيين والموظفين في نقابة المهن الموسيقية، ويقتصر دورها بل تدني للحضيض عندما تعمل علي تأمين ما يسمي بالحفلات الفنية باستاد القاهرة وتمنح هؤلاء العواطلية والسرسجية رخصة مزاولة فيروجون الإسفاف تحت رعاية وحماية وسمع وبصر الدولة لتنتشر سمومهم الأكثر ضررا من المخدرات.
لابد ان نعترف أن الدولة شريك أصيل وموزع معتمد لتجار الغناء الجدد عندما تركت لهم الحبل علي الغارب دون ضوابط.
عندما تعود الدولة لسابق عهدها تهتم بالفن الأصيل وتبحث عن مواهب جديدة بحجم نجوم زمن الفن الجميل وتسعي لتقديمهم للناس، وتقديم محتوي جيد، ساعتها سيميز الناس بين الغث والثمين والفن الجيد سيطرد العملة الرديئة، أما القرارات العنترية غير المدروسة التي تكون رد فعل نابع من رواد التواصل الاجتماعي فهي تضر أكثر مما تنفع والحجب في عصر الستالايتس وما بعد العولمة والحداثة جنون ودعاية مجانية وانتشار إضافي لهذا اللون وصُناعه.
التعليقات مغلقة.