محمد حسن حمادة يكتب حصريا لمصر البلد…بلد اللقطة
بلد اللقطة
تبا لك أيها الفيس بوك تجمل القبيح وتقبح الجميل تحول العجوز لصبي، والمرأة العاهرة السيئة السمعة لمرأة شريفة، والسيدة القبيحة إلي مارلين مونرو، والمجرم يتحول علي منصتك لشريف، جعلت الناس يحكمون علي بعضهم البعض من مجرد البروفايل، ومن يتصفح بوستات وتعليقات أعضائك يشعر أننا نعيش في المدينة الفاضلة.
وفي بلاد اللقطة أصبحت لقطة السيلفي سيدة الموقف وهي الحكم الأول والأخير علي الناس، فمن يلتقط سيلفي مع سياسي مشهور صار سياسيا بل ويصدق كذبته ويتمادي في الأمر ويعلن عن نيته في الترشح للانتخابات المقبلة، ومن يلتقط سيلفي مع الوزير الفلاني أو العلاني ولو بالمصادفة فهو (واصل وإيده طايلة) فصار هوس الناس بالسيلفي طاغيا حتي في تشييع الجنازات ومراسم العزاء.
تبا لك أيها الفيس بوك صرت مفتي الديار المصرية تفتي في كل شئ بعلم وبدون علم، تاه فيك العلماء وحار فيك البلغاء تمنح السفهاء الليكات والتعليقات (بالهبل وبالعبيط) أما المصلحون وأصحاب الأقلام الجادة فلا مكان لهم بين خضم بحرك الفضفاض الذي يتسع كل يوم حتي أصبحت بالفعل جمهورية شعبية ليس لها حاكم أو رابط أو رقيب أو حسيب، تبا لك أيها الفيس بوك فقد أفسدت عقول الناس لدرجة وصلت إلي حد الهوس والجنون، تبا لك أيها الفيس بوك نجحت في فرض نفسك علينا حتي أصبحت ضمن الأولويات، ونسينا أنك الاختراع المخابراتي الأول للتجسس واقتحام الخصوصية.