محمد حسن حمادة يكتب:من يشمت في حرق كنيسة من الوطن ليس من الوطن
في أزمات الأوطان هناك كلمات تبني وكلمات تهدم، كلمات تضمد الجراح وكلمات تٌغرس في الجسد كالرماح فتثير الدماء لنشر الفتنة الطائفية بين الهلال والصليب للظفر بمكاسب شخصية على حساب الوطن، لكن أن نجد بعض مثقفي مصر يقومون باستدعاء خلفيات سياسية لدس السم في العسل لهو أمر مستهجن ومرفوض وخاصة من مفكر بحجم الدكتور محمد أبو الغار ففي (بوسته) الأخير على صفحته الرسمية ذكر جملا مرعبة وأتمنى أن تكون قد سقطت منه سهوا منها هذه الجملة التي أفزعتني حيث ذكر: عندنا المسلمون أكثر أمانا من الأقباط”. مثل هذه الجمل والمقالات تثير الفتن الطائفية فالكوارث لا تختار المسيحي وتترك المسلم فليس ببعيد عنا حادث انقلاب أتوبس ترعة السلام الذي كان يقل سبعة وعشرين طفلا أنهوا لتوهم مسابقة حفظ في القرآن الكريم مما أسفر عن وفاة أربعة أطفال منهم وإصابة آخرين، وحادث قطار الصعيد لم يفرق بين الطائفتين وحريق مسرح بني سويف وسقوط طائرة مصر للطيران في مياه المتوسط وغرق العبارة في مياه البحر الأحمر وفي حادث كنيسة المنيرة تحديدا استشهد وأصيب ضباط وجنود دفاع مدني ومدنيون دافعوا عن الكنيسة بأرواحهم وكانوا مسلمين بجانب إخوتنا الأقباط وحادث تفجير مسجد الروضة بشمال سيناء فالكوارث لا تفرق بين الأديان والحوادث لا تختار ضحاياها يادكتور!
تعازينا لشركاء الوطن بل نعزي أنفسنا لأن المصاب جلل والألم واحد ولابد أن نصل من خلال التحقيقات الرسمية للجاني الحقيقي هل هو الإهمال وعدم التأكد من سلامة إجراءات الأمن والحماية المدنية أم بناء الكنائس العشوائي في الأماكن المكتظة بالسكان؟
بالطبع ولى زمن المجرم المختل علقيا فلن نستطيع إلصاق هذه التهمة المعلبة بهذا المسكين، كما أننا لن نصدق هذه المزحة التي يتناقلها رواد التواصل الاجتماعي: بأن كنائس مصر جميعا موصولة بلوحة مفاتيح كهربائية واحدة ومن ثم تم التعاقد مع الماس الكهربائي ليتوهج لليوم الثالث على التوالي ويضيء كنائس مصر بالحرائق”.
لكني على يقين بأن هناك أيادي خفية سامة خبيثة تريد انجراف الوطن إلى السقوط وجره للهاوية لقطع النسيج الوطني المترابط المتضافر، تنفخ في الكير، تشعل الحرائق، تراهن على سقوط مزيد من الضحايا الأبرياء للتفرقة بين أتباع محمد وأتباع المسيح عليهما السلام وإيهام العالم أن بمصر فتنة طائفية وهذا مجاف للواقع، وسيناريو قديم جديد فشل في مصر المحروسة، حفظ الله مصر شعبا وجيشا ومسجدا وكنيسة.
التعليقات مغلقة.