مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

محمد حسن حمادة يكتب:مرحلة ما بعد هنية الذي تفرق دمه بين الكيان الصهيوني والكيان الشيعي؟ 

مقدمة: لم تستطع إسرائيل الوصول للسنوار في مساحة 45 كم فكيف اغتيل هنية في إيران بكل هذه البساطة؟

 

بعضهم استقبل الخبر بفرح وكاد أن يطلق الزغاريد وبعضهم أوشك على إقامة سرادق عزاء لكن هناك فئة على الضفة الأخرى تتناحر فيما بينها وأوشكوا أن يطلقوا الرصاص على رؤوس بعضهم فقد اختلفوا فيما بينهم هل إسماعيل هنية شهيد أم غير شهيد؟ لن أناقش هذه القضية الجدلية لكن سأكتفي بطرح بعض الأسئلة التي ربما من خلالها قد نستشف بعض الحقائق في محاولة لفهم معالم المرحلة الجديدة.

أولا: لأول مرة بالتاريخ يتم اغتيال قيادي سياسي يتم التفاوض معه؟

ثانيا: من المسلم به أن إسماعيل هنية الفلسطيني لم يستشهد في الميدان”.

لماذ طلب عمدة بلدية طهران من هنية القيام بجوله داخل طهران غير منسقة مسبقا قبيل العمليه بساعه ونصف؟ ولماذا رفض هنية الإقامة بأحد الفنادق الكبرى بطهران وأقام بمكان سري لقدماء المحاربين الإيرانيين؟

 

ثالثا: الحادث يثير عدة تساؤلات وعلامات استفهام كبرى على رأسها أن إيران تمتلك دفاعات جوية متطورة كيف اخترق الصاروخ المكان السري لإسماعيل هنية في قلب طهران؟ ماهذه الدقة المتناهية والتكنولوجيا المرعبة التي اخترقت شمال العاصمة الإيرانية؟

من أخبرهم بإحداثيات المكان؟

قد يهمك ايضاً:

عبدالعزيز آل سعود.. ملك صنع التاريخ ورسم الجغرافيا

الصحة النفسية … الاضطراب الذهاني المشترك.. حلقة 51

من أي منصة تم إطلاق الصاروخ؟ هل من طائرة أو من غواصة أم من مسيرة أم من صاروخ من (أر بي جي) محمول على الكتف من مسافة قريبة أي من الداخل!؟ هل من المحتمل أن يكون المبنى قد سلم لأحد أجهزة المخابرات فمن المستحيل أن أصدق أن الصاروخ تم إطلاقه من خارج إيران! فلا يظهر على المبنى الاستهداف الجوي!

لكن ما سبب زيارة هنية لطهران وقبلها زيارته للدوحة؟ عفوا سيدي سأجيبكَ على هذا التساؤل حتى لا يٌظن أننا نضع الرجل في خانة اتهام فكما اتفقنا نحن فقط نثير مجموعة تساؤلات، دُعي هنية لإيران لحضور مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد!.

حسن سيدي ولكن في مراسم تنصيب رؤساء الدول الإجراءات الأمنية تكون أكثر صرامة وخاصة في المجال الجوي؟ ولكن لماذا لم توجه طهران الدعوة لحليفها الأول في المنطقة بشار الأسد؟ هل منحت طهران هنية مكافأة نهاية الخدمة تمهيدا لبروز صفقة سياسية جديدة بسيناريو صهيو أميركي إيراني لإنهاء الحرب؟ أم كقربان لسلامة رأس حسن نصر الله؟ هل هنية أول ضحية لرئيس إيران الجديد لتقديم شهادة اعتماده؟ هل تلعب إيران دورا أساسيا في تصفية المقاومة السنية لتعزيز أجنحتها العسكرية في المنطقة؟ ففي الأمر كسرى وروم ولتذهب البقية إلى الجحيم؟

لا تصدق ياسيدي أن الفرس سيلعبون لصالح المقاومة فمازلت على يقين أنهم بيادق في يد الكيان الصهيوني؟

دعونا نقرر أن الدولة التي لاتحمي ضيوفها إما أن تكون عاجزة أو متآمرة مع القاتل فما بالنا بالدولة التي لاتستطيع حماية رئيسها، حتما لن تستطيع حماية ضيفها! فكيف توهم هنية ورفاقه أن إيران حصن آمن وحليف قوي يمكن الوثوق به؟ لا تصدقوا أهازيج الفرس بأنهم سيردون على اغتيال هنية؟. دعكَ من كل هذا السؤال الأبرز هل القضية قضية دين أم حرب؟ فإن كانت القضية عقائدية فكيف نثق بالمجوس الذين يسبون الصحابة وأمهات المؤمنين؟ وهل من يسب الصحابة وعلى رأسهم محرر القدس سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وأرضاه سيحررون القدس؟ أما إن كانت القضية قضية حرب وسياسة فهنا نؤكد على قول الرسول ﷺ الحرب خدعة وفي هذا الموقف نتذكر استعانته ﷺ بعبد الله ابن أريقط اليهودي كدليل للطريق عند هجرته الشريفة ﷺ (ليثرب) (المدينة المنورة) كما استعان الرسول ﷺ بأسلحة صفوان بن أمية وكان مشركا حين خرج من مكة لغزو هوازن والأمثلة كثيرة على هذا الأمر.

لكن تحليلي الشخصي اغتيال هنية مسرحية هزلية للتخلص من الحرس القديم والتمهيد للاعبين آخرين لمرحلة جديدة وتقديم أبطال جدد ففي علم السياسة “المناديل الورقية لها وقت محدد وينتهي دورها وفي النهاية تلقى في سله المهملات”.

عندما تختفي المعلومات ستزداد التكهنات وإلى الآن لا نستطيع الجزم بشيء فدم هنية متفرق بين الكيان الصهيوني والكيان الشيعي وفي النهاية النتيجة واحدة إسماعيل هنية الفلسطيني اغتيل في طهران ودفن في الدوحة!؟ والمؤكد أيضا أن السنوار أصبح هو وخالد مشعل بمفردهما مما سينعكس على صفقة الرهائن فالسنوار لن ينهي الصفقة مع الكيان الصهيوني خوفا على حصوله على مكافأة نهاية الخدمة واغتيال هنية يؤكد أن قضية الرهائن ليست من أولويات (نتنياهو) مما سيزيد من أمد الحرب والمؤكد أيضا أن المسلمين السنة لادور لهم سوى الجدال على وسائل التواصل الاجتماعي؟

ياسادة كل يلعب لمصلحته ويستخدم الوسائل المشروعة وغير المشروعة للوصول لأهدافه المحزن أننا رد فعل وليس الفعل مجرد دمى وعرائس ماريونيت، مفعول به لا فاعل وشتان بين الوضعين المرفوع والمنصوب، اغتال الصهاينة الشيخ أحمد ياسين رحمه الله فهل ماتت المقاومة؟ وصدق القائل “مات ﷺ ولم تتوقف الدعوة ومات خالد ولم يتوقف الجهاد ومات هنية ولن تتوقف المقاومة”.

التعليقات مغلقة.