لاشماتة في الموت هكذا أمرنا ديننا الحنيف، وهذه ليست شيم وأخلاق الرجال، بل ظاهرة مرضية مستحدثة على الشعب المصري تحتاج لمناقشة وبحث ودراسة وتحليل من علماء النفس والاجتماع للوقوف على أسباب هذه الظاهرة المرضية! نتفق أو نختلف مع الأستاذ وائل الإبراشي رحمه الله فهذا وارد ومباح لكن أن يشمت بعضهم في موته فهذا مرفوض دينيا وأخلاقيا، هو الآن بين يدي ربه وفي محكمة الديان الذي (لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا) والشهود ليسوا من البشر بل من الملائكة الأبرار الأطهار الذين لايعرفون الكذب أو التدليس أو الخداع، لنلتزم بأخلاق الإسلام، ولاننصب من أنفسنا قضاة وحكام وجلادين، فليس من النخوة والرجولة والإنسانية النهش في لحم ميت، روي عن الرسول ﷺ عندما مرت جنازة ليهودي فقام لها وبكى فقيل له: إنها جنازة يهودي يارسول الله فقال ﷺ أليست نفسا؟ فما بالكم بنفس مسلمة؟
كما روي عن الإمام أحمد بن حنبل أنه قال: قولوا لأهل البدع بيننا وبينكم يوم الجنائز”. ماذا عن جنازة الأستاذ وائل الإبراشي المهيبة؟ أوصيكم ونفسي بالكف عن هذا الهراء والابتعاد عن هذا السجال الأعمى، الذي يحط من قدر صاحبه ولاتدعوا الجانب الإنساني وفطرة الإسلام السمحة تغادر قلوبكم فاللموت حرمة، وعند الله يوم القيامة تجتمع الخصوم ليقضي الله بعدله في المظالم: ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ۚ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ”.صِّدٍَّقٍَّ آلِّلِّهِّ آلِّعََّظِِّيِّمِّ.