مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

محمد حسن حمادة يكتب:لا ختام يليق بالأحرار سوى الشهادة

تولد الرجال من رحم الشدائد، ربح البيع ورب الكعبة ياسنوار فالشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، فهكذا يموت الرجال في الصفوف الأمامية من المعركة، فلا ختام يليق بالأحرار سوى الشهادة فالشهادة في عرف الأبطال مكافأة نهاية الخدمة، لقيت ربكَ وأنت مشتبك لا مختبئ حتى الرصاصة الأخيرة، فوق الأرض، بين المقاومين، لم تتخذ من الرهائن دروعا بشرية، لم تتخف في الخنادق وتهرب إلى الأنفاق كما كان يروج الصهاينة، استشهدت في ساحة الوغى والجهاد وأنت مرتد الزي العسكري، شاهرا السلاح في وجه العدو الجبان، ملتحفا بكوفيتكَ، تحمل مسبحتكَ التي عليها آلاف الأروراد، قل لي بالله عليكَ ياسنوار هل أنت راهب في ثوب مقاتل؟ أم مقاتل في ثوب راهب؟ هكذا يتجسد الإسلام فنحن رهبان بالليل فرسان بالنهار. رحمك الله يا أبا إبراهيم فقد كنت مقبلا غير مدبر، شجاعا، صابرا، مرابطا، قاتلتَ عدوكَ المدجج بالسلاح بثبات ويقين، استقبلت رصاص الغدر في الجبهة والرأس، لا في الظهر، إن صحت الصورة وكان الخبر حقيقة فقد شاهدنا جثمانكَ الطاهر يغطيه غبار المعارك والباروود لعمري إنها ميتة الخلود ياسنوار، قولوا لبني قريظة: أتبتهجون فرحا باستشهاد السنوار حتى وإن استشهد السنوار فهناك ألف سنوار”. اطمائنوا ياأمة الإسلام فقد بشرنا رسول الله ﷺ قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام (لا تَزالُ طائِفَةٌ مِن أُمَّتي ظاهِرِينَ علَى الحَقِّ، لا يَضُرُّهُمْ مَن خَذَلَهُمْ، ولا خالفهم حتَّى يَأْتِيَ أمْرُ اللهِ وهُمْ كَذلك). وتذكروا حينما قٰتَلَ وحـشي سيدنا حمزة بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنه وأرضاه تهللت أسارير قريش فرحا وظنت أن شـوكة المسلمين قد ضعفت ماذا حدث بعدها؟ تم فتـح مكة. وفي غزوة مؤتة قال ﷺ: إن أصيب زيد بن حارثة فجعفر بن أبي طالب فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة ) هكذا أمرهم رسول الله ﷺ إن قتل قائد سيخلفه ألف قائد فلن تسقط الراية أبدا فالثبات الثبات عباد الله، فلن تتوقف المسيرة لأنها تتعلق بالعقيدة فهذه الأرض تنبت المقاومين كما تنبت الزيتون، لو كانت الاغتيالات نصرا لانتهت المقاومة من سنين، لن تموت القضية بموت الرجال، استشهد الشيخ أحمد ياسين والرنتيسي ويحي عياش وغيرهم فأصبحوا من بعدهم أقوى، فنم قرير العين يابطل لم تكتب تاريخكَ بيدكَ بل انحنى لك التاريخ حتى يكتب عنكَ بأحرف من نور نهاية أسطورية، نلت ماتمنيت يابطل فما كان لمثلكَ أن يموت على فراشه “فعلى مثلكَ فلتبكِ البواكي”. سيدفن جثمانه في تراب غزة العزة لينبت ألف سنوار، (فروح وريحان وجنة نعيم) إلى الفردوس الأعلى إن شاء الله يابطل يقول الإمام الغزالي رحمه الله: فإذا احتدَمت المعركة بين الحق والباطل حتى بلغت ذُروتها، وقذف كل فريق بآخر ما لديه ليكسبها، فهناك ساعة حرجة يبلغُ الباطل فيها ذروة قوته، ويبلغ الحق فيها أقصى محنته، والثبات في هذه الساعة الشديدة هو نقطة التحول، والامتحان الحاسم لإيمان المؤمنين سيبدأ عندها، فإذا ثبت تحول كل شيء عندها لمصلحته، وهنا يبدأ الحق طريقه صاعدا، ويبدأ الباطل طريقه نازلا، وتقرّر باسم الله النهاية المرتقبة”. (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا).

التعليقات مغلقة.