محمد حسن حمادة يكتب:قطايف جمال بدوي الرمضانية

قليلون جدا من يجيدون كتابة المقالة التاريخية، على رأس هؤلاء بل أولهم وأهمهم على الإطلاق الأستاذ جمال بدوي رحمه الله، قلم ينساب بك لدهاليز التاريخ ويتوغل بك لقلب الحدث فتشعر وكأنك تشاهد فيلما سينمائيا أو تقرأ رواية تاريخية تخطتفكَ من زمنك الحالي لتعيش في عوالم الماضي بكل تفاصيله وفي برامجه الرمضانية الشهيرة (قطايف) (حكايات مصرية) (من ذاكرة الكاميرا) (ستائر النسيان) يعود بنا بآلة الزمن للوراء ليقدم لنا التاريخ الإسلامي وتراثنا العربي بطريقة سرد بسيطة في قالب ممتع، مثير، حظيت برامجه بشهرة واسعة ورغم أن الأستاذ جمال بدوي رحمه الله كان معارضا ويترأس تحرير صحيفة الوفد في فترة التسعينيات أكبر صحيفة معارضة آنذاك لكن لم تجرؤ الدولة على منع مقالاته أو وقف برنامجه.

كان من حسن حظي أن يكون أول تدريب لي في جريدة صوت الأزهر التي أسسها، لكن للأسف وصلت متأخرا ولم يسعدني الحظ للقائه فقد توفي عام 2007. وكان تدريبي بالجريدة عقب ثورة 25 يناير 2011.

كنت أشعر بين جدران جريدة صوت الأزهر ببصمته وأنفاسه وعندما شاهدت صورته بين أروقة الجريدة قرأت الفاتحة على روحه الطاهرة وعبرت له عن مدى حبي وإعجابي بل بانبهاري بكتبه ومقالاته التي تربيت عليها وبرنامجه الرمضاني الشهير (قطايف) الذي شكل وجداني، ولا غرو عندما أتطلع لمجال الإعلام أن أحلم بتقديم برنامج على غرار برنامج (قطايف) وخاصة أننا نفتقد لهذه النوعية من البرامج، رحم الله عمالقة الصحافة وأساطير زمن الصحافة الجميل.