مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

محمد حسن حمادة يكتب:عندما دخلت البيجامة الكاستور التاريخ بسبب نصر أكتوبر

4

عقب هزيمة 1967 وجه رئيس تحرير مجلة (دير شبيجل) الألمانية رسالة إلى جولدا مائير رئيس وزراء الكيان الصهيوني الغاصب آنذاك يعتذر لها فيها عن خطيئته الكبرى التي لاتغتفر بحق جيش الدفاع الإسرائيلي الذي لايقهر لأنه أصدر ملحق الانتصار الإسرائيلي في برلين وميونيخ وفرانكفورت باللغة الألمانية وليس باللغة العبرية، وفي نفس الوقت يعدها بتصويب الخطأ وسيفرض على كل المحررين في الصحف التي يترأسها بتعلم اللغة العبرية لغة جيش الدفاع الإسرائيلي الذي لايقهر!

 

وفي هولندا يُصدر وزير ماليتها أوامر بصك ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية منقوش على وجهها الأول صورة موشيه دايان وعلى الوجه الآخر نجمة داوود السداسية.

 

وفي بريطانيا قامت صحيفة الديلي تليجراف بكتابة سلسلة من التحقيقات والمقالات والدراسات عن جيش الدفاع الإسرائيلي الذي لايقهر وفي تحقيق الصحيفة الأخير طالب محررها كل الأكاديميات العسكرية بالعالم بتدريس حرب الأيام الستة ووضع صورة موشيه دايان جنبا إلى جنب مع كل الأبطال العسكريين عبر التاريخ!

 

وصل الصلف الإسرائيلي والعنجهية الصهيونية والتمادي في رسم صورة خيالية للجندي الإسرائيلي أشبه بالغول والعنقاء والخل الوفي وتصويره على أنه من كوكب آخر أن كتبت يائيل دايان ابنة الجنرال موشيه دايان في كتابها مذكرات جندي تقول: “أكاد أتصور كل شيء……أن تضع نهر الأردن في آنية زهور وحتى نهر المسيسبي، أن تمد يدك إلى أعلى وتقطف من السماء نجمة، أن تشتري قبر شكسبير بمليون برميل من النفط، ولكني لاأتصور أبدا أن جنديا إسرائيليا واحدا يمكن أن يقع في الأسر يمكن أن يرفع يديه إلى أعلى”.

 

قد يهمك ايضاً:

أحمد سلام يكتب موت رئيس …إستمرار نظام !

البحرين والقمة العربية في ظل التحديات الإقليمية

أما على جبهتنا العربية فالعرب يعيشون في أسوأ حال وأحرج اللحظات ليس في تاريخهم الحديث فحسب بل في التاريخ العربي عموما هزيمة بطعم المر والعلقم ذل وانكسار من وقع الهزيمة المدوية وصل بهم الحال ليشاهدوا طائراتهم تُضرب على الأرض صادتها إسرائيل كالعصافير! فبلغت الروح الحلقوم وما ترك الغصة الأكبر في النفس أننا لم نخض حربا حقيقية وجها لوجه جيش أمام جيش لكن حصلت إسرائيل على نصر مزيف بطعم الخيانة والخداع والمؤامرة، وبلغة السوشيال ميديا اليوم (خدت اللقطة) وصدرتها للعالم إعلاميا بمنتهى البراعة، اتضح ذلك جليا في المؤتمرات الخارجية لأن الصورة في الخارج كانت أشد قتامة وذلك يعود لقوة الآلة الإعلامية الصهيونية الكاذبة التي ألصقت بالجندي العربي كل نقيصة وللأسف الغرب لم يسمع وقتها إلا صوت واحد صوت إسرائيل أما نحن فمازلنا مغيبين نترنح حتى الثمالة من وقع الهزيمة.

 

في أحد المؤتمرات المناصرة للشعب الفيتنامي كان أعضاء الوفد الفيتنامي يوزعون على كل الوفود ومنهم بالطبع الوفود العربية خواتم مصنوعة من الألومنيوم وبكل فخر يوضحون سر هذه الخواتم بأنها مصنوعة من أجنحة طائرات الفانتوم الأمريكية التي نجحت المقاومة الفيتنامية في إسقاطها فكانت الوفود العربية تذوب خجلا.

 

لكن يأبى المارد المصري الخضوع والاستسلام وينفض الغبار عن وجهه ويعلن غضبته أمام العالم ويستيقظ من سباته العميق لأنه أدرك أن الهزيمة النفسية أشد فداحة من الهزيمة العسكرية والسياسية، لتتغير المعادلة فبعدما كانت إسرائيل تتفاخر بأنها انتصرت على العرب في ستة أيام أضحى العرب يتفاخرون بأنهم انتصروا على اسرائيل في اليوم السابع بل انتصرت مصر على جيش الدفاع الإسرائيلي الذي لايقهر في ست ساعات وتتبدل صورة الجندي العربي بعد وقف إطلاق النار ويمحو أكاذيب إسرائيل، فها هو الفلاح المصري من قرية طنان بمحافظة القليوبية لايحارب بشجاعة وبسالة منقطعة النظير فقط بل أبهر العالم باستخدامه أعقد الأسلحة والمعدات الحديثة.

 

ليس هناك من وجهة نظري مايدلل على وقع الهزيمة التي زلزلت إسرائيل وأذلت هامتها وكبرياءها وجعلها تركع أمام المارد العربي من قصة الفلاحة السورية مواليد العاصمة الدمشقية عندما أجرى معها مندوب مجلة (التايم الأمريكية) حوارا بعدما شاهدها هي وأبناءها الثلاثة يسحبون جناح طائرات الفانتوم الإسرائيلية إلى بيتهم! فكانت إجابتها: سأصنع منها أجمل تذكارا من الصحون والملاعق لأولادي”. لتسقط أكذوبة إسرائيل الكبرى في صحراء سيناء ويغوص الجندي الإسرائيلي في غياهب التيه فبصاروخ الجندي المصري تسقط طائرة (الفانتوم) فخر التكنولوجيا الأمريكية وتحترق (بالأربي جي) الدبابة الإسرائيلية العملاقة ويباد خط (بارليف) الحصين بخراطيم المياه ولا يكتفي الجندي المصري بذلك بل يرد على (يائيل دايان) ابنة الجنرال (موشيه دايان) برد حاسم ليس بأسر الجندي الإسرائيلي فقط بل بأسر أعلى الرتب العسكرية بجيش والدها العقيد (عساف ياجوري) قائد لواء الدبابات الإسرائيلي الشهير، وغيره من جنرالات إسرائيل الكبار الذين وقعوا في الأسر ورفعوا أيديهم لأعلى بل وأدوا التحية العسكرية للمقاتل المصري، أما المشهد المأساوي الذي قتلها وقتل والدها وكان هو الرد العملي الأبلغ على غطرستها وغطرسة والدها وكيانه المغتصب فهو استقبال جولدا مائير رئيسة وزراء الكيان المغتصب ووالدها (موشيه دايان) لجموع الأسرى الصهاينة بمطار ( اللد ) بنفسه (بالبيجامة الكاستور) حيث أمر الرئيس الراحل أنور السادات بأن يرتدي الأسرى الصهاينة هذه ( البيجامات الكاستور ) خلال عملية تبادل الأسرى، الطريف أن ( البيجامة الكاستور ) التي كانت من إنتاج شركة غزل المحلة كان يرتديها الصغار عقب عملية الطهور للأطفال الذكور في الريف المصري بعد عامهم السادس على يد حلاق الصحة وبعد إتمام عملية الطهور يرتدي الطفل ( البيجامة الكاستور ) وكانت ناعمة رقيقة الملمس حتى لا يتألم الطفل عند ملامستها لجسده من جرج الختان وبعد ذلك يقوم الأطفال بزفة الطفل في شوارع القرية وهو مرتديا هذه (البيجامة) وهم ينشدون الأغنية الشهيرة ( يا أم المطاهر رشي الملح سبع مرات) من أجل هذا أمر بطل الحرب والسلام الرئيس الراحل محمد أنور السادات بأن يرتدي الأسرى الصهاينة العائدون لتل أبيب عقب نصر أكتوبر ( البيجامات الكاستور ) ليقوم بأكبر زفة شعبية على الطريقة المصرية للجنود الصهاينة ويضع بصمة الهزيمة المذلة للعدو على طريقته الخاصة حتى يعرف العالم أن القوات المسلحة المصرية أتمت عملية الطهور للجنود الصهاينة بنجاح منقطع النظير، لتموت أسطورة الجندي الإسرائيلي الذي لايقهر وتدفن غير مأسوف عليها في مقابر رمال سيناء.

 

 

التعليقات مغلقة.