مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

محمد العليمي يكتب : شريحة إيلون ماسك بداية أم نهاية ؟

زرعت شركة “نورالينك” الناشئة المملوكة لإيلون ماسك، شريحة ذكية تجريبية في دماغ حيوان مختبر، في خطوة تمهد لتطوير نسخة مخصصة للبشر من شأنها أن تعيد للمصابين بالشلل القدرة على النطق والحركة.

قد يهمك ايضاً:

إيلون ماسك قدّم قبل سنة شريحة مزودة بأسلاك رفيعة للغاية يمكن زرعها آليا في الدماغ على يد روبوت أشبه بآلة خياطة شديدة الدقة.
هذا النموذج الجديد يعمل لاسلكيا بفضل تقنية بلوتوث وبحجم قطعة نقدية معدنية وسيزرع في الدماغ من دون الحاجة للمبيت في المستشفى ودون ترك أي أثر باستثناء ندب بسيط تحت الشعر.
وسيُستخدم هذا الابتكار لمعالجة المصابين بأمراض عصبية. لكن الهدف على المدى الطويل يكمن في جعل هذه العملية آمنة وموثوقة وبسيطة لدرجة أنها ستندرج في إطار الجراحات الاختيارية (بقصد الرفاهية).
وسيتمكن الأشخاص عن طريق دفع بضعة آلاف من الدولارات بإكتساب قدرات عقلية وجسدية وعلاجية جديدة ستصل لمعالجة إصابات النخاع الشوكي وعودة القدرة على استخدام الجسم بالكامل، وعلي الجانب التقني تعمل شركات كثيرة على تقنيات للتحكم بأجهزة الكمبيوتر عن طريق التفكير، كما يجري تطوير أدوات أخرى للتفاعل بيت الدماغ والآلة وتموّل “فيسبوك” في هذا الإطار مشروعا لترجمة النشاط الدماغي إلى كلمات عن طريق خوارزميات، لإعادة القدرة على النطق للأشخاص الذين أصيبوا بالبكم بسبب أمراض عصبية انتكاسية وصولاً لإتاحة القدرة علي التواصل من خلال الأفكار بصورتها الخام دون الحاجة للغات البشرية لنصل لمرحلة التخاطر بمفهومه التوافقي دون الحاجة للغة،
غير أن علماء كثيرين يؤكدون بأن المخ البشري ليس مقسّما بالدرجة التي يعتقدها ويصورها إيلون ماسك فكل دماغ له تركيبته الفريدة شديدة التشابك، مشككين في صحة التقدم الذي تعلن “نورالينك” إحرازه. ويحلم فريقه أيضا بإنهاء الأوجاع المبرحة ومشاعر الألم وعلاج حالات الاكتئاب والإدمان وكشف ألغاز الوعي وصولاً لبلوغ الإنسان مرحلة “انصهار” مع الذكاء الاصطناعي.

ولكن لو توقفنا قليلاً لنتسائل، هل مع إختفاء مشاعر الألم والقلق ستتحول الحياة لمثالية؟ أم ستختفي أيضاً مشاعر الحب والرغبة والغيرة، والأخطر من ذلك القدرة علي التحكم في الذكريات السيئة ومحوها، لنتسائل مجدداً هل التحكم في الذكريات سواء السيئة او الجميلة سيكون جيد؟! اعتقد أننا مثلما نستمد السعادة من الذكريات الجميلة نستمد الخبرة والتعلم من الذكريات السيئة لنزداد قوة ومثابرة، والأخطر من كل ذلك هل يستطيع غيري التحكم في ذكرياتي ومشاعري؟ وربما سيتمكن من إضافة ذكريات وهمية او تاريخ لايخصني؟ لا أتخيل إلي اي مدي قد تأخذنا تلك التكنولوجيا
هل نحن امام طفرة علمية جديدة للبشرية اما بداية لنهاية الجنس البشري وهل سيتحول الانسان لنصف آله تمهيداً للعالم الجديد الذي ستنتهي فيه كل ملامح الخصوصية .
سينتهي التعبير الفني والوجداني لتنتهي اخر مخرجات الجنس البشري بعد محو ذاكرته لنعيش جميعاً في عالم إفتراضي بكل ما تحمله الكلمة من معاني.
هل بهذه الطريقة سينجو الجنس البشري من أمراضه أم ان إيلون ماسك سيعلن بداية إنقراض الجنس البشري وبداية عصر الروبوت.