مجلس الأئمة الفيدرالي بأستراليا ينعي د. مجاهد الجندي مؤرخ الأزهر
كتب: عبد الرحمن هاشم
نعى مجلس الأئمة الفيدرالي بقارة أستراليا إلى الأمة الإسلامية فضيلة أ.د/ مجاهد توفيق الجندي مؤرخ الأزهر الشريف، وأستاذ كرسي التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر بالقاهرة، رحل عن دنيانا يوم الأربعاء 26 ديسمبر 2019م، الذي كان واحدا من كبار العلماء المحققين والموثقين لتاريخ الأمة الإسلامية وحضارتها.. صاحب الأعمال العلمية والموسوعية الفريدة، والذي تفنن في خدمة التراث الإسلامي، وخدمة طلاب العلم الوافدين للدراسة بالأزهر الشريف، والذي كان محل ثقة شيخ الأزهر الراحل فضيلة الشيخ/ جاد الحق علي جاد الحق (رحمه الله)، وممثلا لفضيلته في عدد من المحافل العالمية، وكان ممن رافق وزامل فضيلة العلامة الشيخ/ محمد الغزالي (رحمة الله عليهم أجمعين) في التدريس بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بمدينة قسنطينة بالجزائز.
وقال سماحة أ.د/ إبراهيم أبو محمد المفتي العام لقارة أستراليا: “تلقينا بمزيد من الحزن والألم نبأ وفاة فقيد العلم، وفقيد الأزهر ومؤرخه، وفقيد العالم الإسلامي أ.د/ مجاهد الجندي رحمه الله وأكرم مثواه”.
وأضاف مفتي أستراليا: “أصالة عن نفسي، ونيابة عن زملائي أعضاء مجلس الأئمة المحلي والفيدرالي، وجموع المسلمين في أستراليا، نعزي أسرة الفقيد الغالي، وعلى رأسهم ابن شقيقته فضيلة الدكتور/ أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وأولاد الراحل وأسرته، والأزهر الشريف، وطلابه ومحبيه، وكل أهل العلم في مصر والعالم، فلله ما أعطى، ولله ما أخذ، وكل شيء عنده بمقدار، فمصابنا كبير في فقيد الأزهر الشريف والتاريخ والحضارة، وفقيد العلم والتوثيق.. فقيد الذاكرة الحية التي ترصد وتسجل وتوثق الأحداث، عرفناه -رحمة الله عليه- عالمًا فاستفدنا منه، وعرفناه إنسانًا فأحببناه، وعرفناه أستاذًا فوقرنا فيه علمه وتواضعه وأدبه الجمّ”.
وقال: ” والحق أنه في كل يوم تتواتر علينا الحقائق بأن الموت آت لا محالة، فالموت يسطو على الحياة في جنح الليل، وفى وضح النهار، ولا يفرق هذا القدر المقدور بين شيخ وشاب، ولا بين ذكر وأنثى، ولا بين مطلوب أو مزهود فيه، إنه تجلِّى لقانون القهر الإلهي، ومظهر من مظاهر مساواة البشر.. كل البشر أمام هذا القانون. وإذا كان الضحايا من أبناء البشر بمئات الآلاف في كل يوم، ولكن الذاكرة الإنسانية تتوقف فقط عند بعضهم أمثال الدكتور/ مجاهد الجندي رحمه الله، الذي ترك بصمات غائرة في عمق النفس وميادين الحياة، وصدق الشاعر الحكيم حين قال:
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم * وعاش قوم وهم في الناس أموات”
ومجلس الأئمة الفيدرالي بقارة أستراليا إذ يقدم خالص التعازي، ليشاطر الجميع الأحزان في وفاته رحمه الله.. وندعو الله تعالى أن يجزيه خير الجزاء على ما قدم للإسلام والمسلمين، وأن يتقبله في الصالحين وأن يلهم أهله وأحبابه وطلابه الصبر وأن يرفع قدره ومقامه في عليين… وإنا لله وإنا إليه راجعون.