مبادرة حياة كريمة من أجل إفريقيا

بقلم – د إســلام جـمـال الـديـن شـــوقـي

  خبير اقتصادي

عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي

تهدف مبادرة “حياة كريمة من أجل أفريقيا قادرة على التكيف مع تغير المناخ” إلى تعزيز تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيرّ المناخ واتفاقية باريس، ولدعم المجتمعات المحلية في القارة الإفريقية لمواجهة التغيرات المناخية. وهي تأتي في إطار تعظيم الاستفادة الإفريقية والدولية من النجاح الذي حققته مبادرة حياة كريمة في مصر وبما يخدم جهود الدولة المصرية ودعم جهود الدول الإفريقية لتنفيذ التزاماتها الوطنية لمواجهة تحديات تغيّر المناخ من خلال دمج مبادئ وآليات العمل المناخي في التنمية الحضرية المستدامة في إفريقيا.

وتعتمد “مبادرة حياة كريمة” نهجًا مراعيًا للمناخ، من خلال مزامنة جهود التكيف مع المناخ والتخفيف من حدّته، وتعزيز قدرة المجتمعات الريفية على التكيف حيث تطبق العديد من معايير الاستدامة، مثل تطبيق معايير المباني الخضراء، ووحدات الغاز الحيوي، وإنارة الشوارع بالطاقة الشمسية، والمصابيح الموفرة للطاقة، والإضاءة الشمسية للمباني الحكومية، وتُزَوَّيد القرى بشبكات ألياف بصرية، بالإضافة إلى تغطية المصارف، وتبطين الترع، والتوسع في الزراعة العضوية، وتطبيق أنظمة الري الحديثة. ومحطات معالجة النفايات، وإنشاء وتطوير محطات مياه الشرب، ومحطات المعالجة الثلاثية للصرف الصحي، وتوصيل الغاز الطبيعي للمنازل والمخابز فضلًا عن رصف الطرق المحلية، وبناء الجسور.

وتحقق مبادرة حياة كريمة أهداف التنمية المستدامة الأممية المتمثلة في الـ 17 هدفًا، كما تضمن تحقيق المساءلة من خلال إنشاء آليات المراقبة القائمة على نهج تشاركي في التخطيط والتمويل والتنفيذ والمتابعة للمشروعات ، وتستند كذلك إلى توافر الموارد المالية والبشرية، كما تتضمن المبادرة مكونات أكثر حساسية للمناخ تهدف إلى التخفيف من تغير المناخ، وتعزيز صمود المجتمعات الريفية، وتحسين قدرتها على التكيف مع اتّباع مسار تنمية منخفض الكربون.

وحتى تتمكن مبادرة حياة كريمة من وضع نماذج ذات تأثير إيجابي مناخيًا للتنمية الريفية، والتي تتّسق مع السياق الأفريقي لطرح طموحات ملموسة يجب أن يتم عمل مشاورات تتيح المجال لوضع على قائمة الأولويات القضايا المتعلقة بالمناخ في المناطق الريفية، مع ضرورة توفير المرونة المالية والاجتماعية التي يحتاجونها حيث تدعم إفريقيا جهود التصدي للتغيرات المناخية، وستصبح مثالًا يُحتذى به في تحسين جودة حياة سكانها، وخاصةً في المناطق الريفية.