مبادرات عُمانية جديدة وملهمة في حفز الشباب
كتب – سمير عبد الشكور:
يمثل تمكين الشباب استراتيجية مستديمة ومبدأ عُماني أصيل أكدته القيادة السياسية العُمانية خلال مسيرة نصف قرن في بناء الوطن، ويمثل مفردة مهمة من مفردات التنمية البشرية في تاريخ النهضة العمانية الحديثة، التي قادها بكل حكمة واقتدار السلطان قابوس بن سعيد والذي أعطى شارة البدء في عملية البناء والتنمية.
خاصة أن سلطنة عُمان بلد فتي، فالشباب فيه يمثلون نسبة كبيرة ويعول عليهم دور كبير في بناء المستقبل وتحريك سفن الابتكار والإضافات الرحبة على كافة الأصعدة.
في هذا الإطار، يمثل تأهل مائة فكرة في المرحلة الثانية من مسار الشباب، ضمن البرنامج الوطني لتنمية مهارات الشباب، اعتراف واقعي عُماني بأهمية الشباب ودورهم في بناء وتنمية البلاد، في ختام “سباق الأفكار التقنية لشباب عمان”.
يؤكد خبراء التنمية أن هذه التجربة تكشف عن آفاق جديدة وملهمة في حفز الشباب نحو المساهمة الفاعلة والمستمرة في العمل الوطني عبر الابتكار والعمل الحديث القائم على توظيف تقنيات هذا العصر الجديد والاستفادة من كافة خواصه وتجاربه وأسسه المستحدثة.
وإذا كان هناك أكثر من 600 شاب وشابة من مختلف محافظات السلطنة تنافسوا في هذا المشروع الكبير، فإنه يدل على روح الشباب المتوثبة التي ترغب في رؤية الحياة الأفضل والقائمة على التجديد والإخلاص والعطاء، وهي الأمور التي تركز عليها دائما قيم الحياة المتجددة في سبيل أن يكون الإنسان فاعلا بحق في المجتمع المحلي والإنساني عالميا.
لا شك أن الشباب العُماني عبر فاعليته يقدم نماذج تدل على الرغبة في بناء الوطن وفق ما هو مستجد وحديث وفي الوقت نفسه يتقاطع مع الحاجات المحلية والقيم التراثية والأصيلة للوطن، ويجسد هذا عمق فهم الحداثة في كونها المواءمة المطلوبة بين الأصالة والمعاصرة، بين الحاضر والغد ورغبة الكائن البشري في أن يقرأ التاريخ والماضي بشكل جيد لأجل صناعة المستقبل.
يأتي اهتمام عُمان بالشباب وتنمية مهاراتهم وقدراتهم وتأهيلهم لقيادة المسئولية، في خضم مرحلة حساسة ومهمة تتجلى فيها تقاطعات ثورة المعلومات مع التقنيات الحديثة مع الابتكار، وكل ذلك يمثل سبلا لابد من ارتيادها في رحلة البناء والنماء المستقبلي، كما أنه لابد من العمل بكل حيوية على تمكين جيل الشباب من المساهمة الاستراتيجية بتصورات غاية في التأثير والفاعلية في كافة الأصعدة، وذلك من خلال التأهيل والتدريب والتزود بالمعارف العصرية في ظل ما يسمى بالثورة الصناعية الرابعة.