بقلم د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي
زيارة آموس هوكشتاين للشرق الأوسط، والتي قد تكون الأخيرة له، ستكون في محاولة لخفض التوتر المتزايد بين لبنان وإسرائيل، في ضوء تصعيد الصراع وتكثيف الهجمات الإسرائيلية على لبنان. هوكشتاين يسعى إلى دفع الجانبين نحو الالتزام بالقرارات الأمميّة بهدف الوصول إلى وقف إطلاق النار، خاصةً أنّ الحكومة اللبنانية أبدت استعداداً لاحترام هذا القرار، رغم استبعاد “حزب الله” لتقديم تنازلات حول شروطه.
حيث ترغب إدارة بايدن في نهاية عهده تهدئة الأوضاع الإقليمية، خاصة أنّ إسرائيل تعمل على استغلال التصعيد لأهدافٍ استراتيجية في سياق المنافسة السياسية الإسرائيلية الداخلية.
ألرئيس ترامب أعرب مراراً عن اعتقاده بأنّ بإمكانه “حلّ” قضايا الشرق الأوسط بشكلٍ سريعٍ، لكنّه لم يُقدّم تفاصيل حول كيفية تحقيق ذلك. وقد واصل موقفه المؤيد لإسرائيل بشدة، مع احتمال دعم مزيد من عمليات التطبيع، وربما السعي لإدخال إيران في اتفاقيات سلامٍ جديدة، على الرغم من التعقيدات المتزايدة في المنطقة.
ونحن كل يوم بانتظار لما سيقوله شخص مثل أفيخاي أدرعي حول الأهداف المحتملة للقصف يعكس حالة معقّدة من التوتّر وعدم الاستقرار التي تعيشها المنطقة.
هذا الانتظار ليس فقط مسألة مراقبة لما قد يحدث، بل يعكس أيضًا التحديات التي يواجهها المواطنون تحت التهديد المستمر.
من الصعب بناء حياةٍ مستقرّة أو تحقيق استدامة وتطورٍ في ظلّ هذا النوع من الحروب النفسية، حيث يتمّ توجيه ضربات إعلامية وتخويف الناس عبر التهديدات المعلنة والمبهمة.
وللخروج من هذا الوضع، وبانتظار هوكشتاين والأدرعي يحتاج الناس في لبنان إلى حلولٍ سياسية واستراتيجية توفّر لهم الأمان على المدى الطويل. وهذا قد يتطلّب تعزيز الوحدة الداخلية، العمل على الدفاعات، والمطالبة بحقوق السيادة والحماية الدولية التي تضمن حياةً مستقرّةً بعيدًا عن هذا النوع من التهديدات المستمرة.
التعليقات مغلقة.