بقلم – نبيل أحمد صافية:
عضو المكتب السّياسيّ وعضو القيادة المركزيّة في الحزب الدّيمقراطيّ السّوريّ
وعضو اللجنة الإعلاميّة لمؤتمر الحوار الوطنيّ في سورية
وعضو الجمعيّة السّوريّة للعلوم النّفسيّة والتّربويّة
لعلّ الحالة الثّقافيّة التي تعتري مدينة الثّقافة سلميّة ليست وليدة لحظتها ، أو هي حالة طارئة ، وكأنّ مخطَّطاً يُنفَّذ لانهيار الثّقافة فيها أو المركز الثّقافيّ التّابع لوزارة الثّقافة ، ممّا أدّى إلى مزيد من الانهيار الثّقافيّ في تلك المدينة ، ولكن جاء صالون سلميّة الثّقافيّ وغيره من منتدياتٍ أو نوادٍ ثقافيّة ليحلّ محلّ المركز الثّقافيّ نتيجة توقّف أعمال المركز الثّقافيّ ونشاطاته لأكثر من سنة ، ثمّ جاءت حالة التّرميم التي جعلت من ذلك المركز مطبخاً ثقافيّاً أو هو أقرب إلى تلك الحالة كونه لُبِّس بالسّيراميك ، وأُنهيَت حالة المسرح الثّقافيّ في الصّالة من الوجود ، وأُدخِلَت فيها ديكورات جعلتها أقرب إلى مطعم ستُقَدَّم فيه وجبات طعام لاحقاً بعد إنهاء التّرميم ، ولدى التّواصل مع الوزارة ومديريّة الثّقافة تبيّن أنّ المديريّة هي المشرفة على تلك الحالة من الانحدار الثّقافيّ في المنطقة ، فجاءت الصّالونات أو النّوادي أو الملتقيات لتحلّ محلّ المركز الثّقافيّ ، ومثال ذلك صالون سلميّة الثّقافيّ الذي ازدهرت فيه الثّقافة عبر إقامة نوادٍ عديدة منها : نادي القصّة ، وهو أول ناديٍ في سورية يختصّ بهذا الفنّ كنادٍ ، وكذلك نادي المثقّفين ونادي قصيدة النّثر ، وكلّ نادٍ له يوم يختصّ فيه بتقديم تلك الحالة الثّقافيّة أو الفنّ الثّقافيّ المراد تقديمه من مجموعة مبدعينَ ومثقّفينَ وشعراءَ أو قاصّينَ يبرزون ما لديهم من إبداعٍ فنّيّ ثقافيّ تتعدّد ألوانه وأزهاره بتعدّد مبدعيه وحبّهم الفنَّ الذي يقدّمون فيه مجال إبداعهم ، كما يتضمّن الصّالون ملتقى فعاليات شميميس وفعاليات اللجنة الثّقافيّة لجمعية المتقاعدينَ المدنيينَ في سلميّةَ وللصّالون فرقة موسيقيّة يقودها الفنّان جهاد شتيّان ، ويدير الصّالون الأستاذ أمين اسماعيل حربا وهو من شعراء المنطقة ، الذي جعل ذلك الصّالون منارة وشعلة ثقافيّة يلوح بريقها وتتلاطم أمواج الثّقافة فيه عبر أريج المحبّة التي تسود اللقاءات ، ويسانده في ذلك عبد العزيز مقداد عضو اللجنة الثّقافيّة في مجلس المدينة وشعبة الهلال الأحمر أيضاً ، وهما أسهما في الارتقاء بالثّقافة لتغدو أكثر ازدهاراً وتطوّراً في ذلك الصّرح الثّقافي المتميّز ، وكلّ التّوفيق للصّالون وإدارته وشعرائه ومبدعيه ومثقّفيه الذي يرتادونه ، ويبدعون في مختلف مجالات العطاء فيه .