ماحكم غياب وتهرب الموظف من عمله عن طريق التحايل بحجة العبادة في العشر الأواخر؟ مفتي الجمهورية يجيب
كتبت – إيمان الشناوي:
قال مفتي الجمهورية فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علَّام، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن الإسلام يحضُّ أتباعه على الاهتمام بأوقات العمر، ويحثهم على اغتنام النفحات الربانية المبثوثة فيها بالعمل الصالح؛ سواء كان عبادةً من العبادات أو عملًا دنيويًّا يُتقرب من خلاله إلى الله تعالى ويُبتغى به رضوانه.
يمكن للإنسان الدعاء لنفسه ولأهله وجيرانه ولكن ينبغي على الإنسان أن يوقن بإجابة الله عز وجل لدعوته
جاء ذلك خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج “كل يوم فتوى” مع الإعلامي حمدي رزق، الذي عُرض على فضائية صدى البلد، في معرض رده على سؤال عن أهم العبادات في العشر الأواخر مضيفًا فضيلته: علينا أن نغتنم العشر الأواخر من رمضان قبل فواتها، فهي فرصة ثمينة لنا ولأهلينا، لعلنا ندرك فيها رحمة من رحمات الله، أو نفحة من نفحاته سبحانه وتعالى فلا نشقى بعدها أبدًا.
مفتي الجمهورية :ينبغي الاستعداد للعشر الأواخر من رمضان باطنًا بالتوبة الصادقة وتخليص القلب من الشحناء والأحقاد
وشدد فضيلة المفتي على ضرورة الاستعداد للعشر الأواخر من رمضان باطنًا بالتوبة الصادقة، وتخليص القلب من الشحناء والأحقاد، ويجتمع مع هذا حسن الظاهر بالتطهر والتطيب ولبس أحسن الثياب. وينبغي إحياء تلك الليالي بصنوف العبادات، وصلة الأرحام، وحُسن الْجِيرَةِ، والتوسعة على الأهل والأقارب، وكثرة الذكر، والاعتكاف، والتهجد، والدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى، خاصة تكرار الدعاء المأثور: «اللهم إنك عفوٌّ تحب العفو فاعف عني»، حتى يغتنم المسلم ثوابها العظيم.
مفتي الجمهورية : من طرق الأعمال الصالحة في العشر الأواخر التكافل الاجتماعي في رمضان والعناية بالمحتاجين
وأشار فضيلة مفتي الجمهورية إلى أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في رمضان كان جوادًا يفيض بالكرم كأنه الريح المرسلة، ينفق نفقةَ مَن لا يخشى الفقر، مشيرًا إلى أن من طرق الأعمال الصالحة في العشر الأواخر التكافل الاجتماعي في رمضان والعناية بالمحتاجين، فضلًا عن زكاةَ الفطر، التي فرضها الله على كل من مَلَكَ قُوتَ يومه وليلته، حتى يُعَوِّدَنا على التكافل والنظر إلى مَنْ هم حولنا من المحتاجين فَنَسُد حاجتهم قبل العيد، فزكاة الفطر عبادة من العبادات، وقربة من القربات العظيمات؛ لارتباطها بالصوم الذي أضافه الله إلى نفسه إضافةَ تشريفٍ وتعظيمٍ: ((إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به)).
مفتي الجمهورية :لا يجوز تعطيل العمل أو التحايل للغياب أو أخذ إجازة بحجة التفرغ للعبادة في العشر الأواخر
وردًّا على سؤال عن حكم غياب وتهرب الموظف من عمله عن طريق التحايل بحجة العبادة في العشر الأواخر، قال فضيلة المفتي: لا يجوز تعطيل العمل أو التحايل للغياب أو أخذ إجازة بحجة التفرغ للعبادة في العشر الأواخر مشيرًا إلى إنه لم يرد أن النبي صلى الله عليه وسلم أو المسلمين كانوا يتركون فيه أعمالهم وأمور معاشهم للتفرغ للعبادة، سواء كانت الصيام أو القيام، بل يجمعون بين ذلك كله في توازن وانسجام وفق نظام مُحكم يضمن أداء العبد ما افترضه الله تعالى من عبادات واستقرار العمل واستمرار الإنتاج وسلامته بطريقة وسطى لا إفراط فيها ولا تفريط.
مفتي الجمهورية :الدعاء أفضله ما جاء بالقرآن والسنة وإذا تعذر فيمكن للمرء الدعاء بما شاء ما دام ليس في دعائه مخالفة شرعية
واختتم فضيلة المفتي حواره بالرد على سؤال عن أفضل صيغة للدعاء قائلًا: الدعاء أفضله ما جاء بالقرآن والسنة، ولكن إذا تعذر ذلك فيمكن للمرء الدعاء بما شاء أو بما يحفظ ما دام ليس في دعائه مخالفة شرعية، فيمكن للإنسان الدعاء لنفسه ولأهله وجيرانه، ولكن ينبغي للإنسان أن يوقن بإجابة الله عز وجل لدعوته لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «ادعوا اللهَ وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن اللهَ لا يستجيب دعاءً من قلبٍ غافلٍ لاهٍ»، ومعنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «وأنتم موقنون بالإجابة»؛ أي: وأنتم على يقين بأن الله لا يردكم خائبين؛ لكرمه الواسع، وعلمه المحيط، وقدرته التامة، وذلك يتحقق بصدق رجاء الداعي وخلوص نيَّته.
قال مفتي الجمهورية إن العشر الأواخر من رمضان هي أيام وليالٍ مباركة لها خصائص كثيرة، وتُعد نفحة ربانية ونقطة انطلاق يجب علينا أن ننتهزها ونعمل العمل الصالح ظاهرًا وباطنًا لعبادة الله وعمارة الأرض وتزكية النفس في هذه الأيام.
التعليقات مغلقة.