مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

«ماتش الخداع».. كيف خدع غزل المحلة والطيران العالم يوم حرب أكتوبر!

بقلم : امير نزيه

 

قصة مباراة غزل المحلة والطيران يوم 6 أكتوبر 1973 تُعد واحدة من أعظم مشاهد الخداع الاستراتيجي في تاريخ مصر الحديث! تخيل أن مباراة في الدوري المصري كانت جزءًا من خطة الحرب لاستعادة الكرامة والأرض!

 

في عز استعدادات الجيش المصري لعبور قناة السويس، كان الرئيس أنور السادات يفكر في شيء يبدو بعيدًا تمامًا عن الحرب: عودة الدوري المصري الذي توقف منذ نكسة 1967.

لكن الهدف لم يكن كرويًا فقط… بل عسكري بامتياز.

 

 المحور الكروي في خطة الخداع

 

عودة الدوري بقوة: عاد الدوري في موسم 1972 بعد توقف طويل، ليبدو أن مصر تعيش حياة طبيعية تمامًا، بعيدة عن أجواء الحروب.

 

بطل مفاجئ: فجأة يظهر فريق من قلب الدلتا، غزل المحلة، بطل من “العمال”، يفوز بالدوري ويتصدر المشهد الرياضي. الصحف تمتلئ بالأخبار، الجماهير تهتف، والعدو يطمئن: “دول ناس بيلعبوا كورة.. مش رايحين حرب!”

 

 

 مباراة يوم العبور

 

في موسم 1973، تحدد لقاء بين غزل المحلة (بطل الدوري) والطيران في يوم السبت 6 أكتوبر، الساعة 2:30 ظهرًا — أي بعد نصف ساعة فقط من عبور الجيش المصري القناة وبدء الضربة الجوية الأولى!

 

بينما كانت الدبابات والجنود يعبرون القناة، كانت الصحف والعالم منشغلين بنتائج الدوري وأخبار فيلم «خلي بالك من زوزو»، فبدا المشهد طبيعيًا تمامًا… لا حرب في الأفق!

 

 المشهد داخل الملعب

 

قد يهمك ايضاً:

مجلس الإدارة يعتمد أوراق المرشحين في انتخابات النادي

بلدية المحلة يتخطى نبروه بهدف الشامي ويتأهل لدور الـ32 من…

المباراة بدأت عادية، والجماهير تتابع بحماس. أحرز المحلة هدفًا، ورد الطيران بهدف التعادل. فجأة، بدأت أصوات أجهزة الراديو بين الجماهير تعلن البيان الأول عن بدء المعركة!

 

في لحظة واحدة تغيّر كل شيء:

 

الجماهير بدأت تهتف للطيران بدلًا من غزل المحلة، بعد أن علموا أن القوات الجوية المصرية بدأت الضربة الأولى!

 

اللاعبون وقفوا مذهولين، لا يفهمون سبب تبدل الهتافات.

 

وبعد دقائق، أعلن المذيع الداخلي للملعب خبر عبور الجيش المصري قناة السويس!

 

 

الملعب انفجر فرحًا، الجماهير نزلت إلى أرض الملعب، اللاعبون رقصوا، والحكم أوقف المباراة رسميًا. بعد ساعات قليلة، تم إعلان إلغاء الدوري بالكامل.

 

 عندما تصبح الكرة أداة حرب

 

لم تكن المباراة مجرد لقاء كروي، بل جزءًا عبقريًا من خطة الخداع الاستراتيجي التي جعلت العدو يطمئن حتى اللحظة الأخيرة.

في ذلك اليوم، تحوّل ملعب غزل المحلة إلى جبهة استخبارات حقيقية، تشهد كيف يمكن للكرة أن تكون سلاحًا من نوع آخر.

 

حرب أكتوبر لم تكن فقط حرب دبابات وطائرات…

كانت حرب عقول وذكاء مصري خالص.