أيمن إسماعيل: أزمة مصانع الغزل سببها عدم ربط البحث العلمي بسوق العمل
د. محمد عطا الله: ضرورة تقييم خريج الجامعة كل عامين لتنمية مهاراته
د. عاصم أبو حطب: نحتاج إلى تعليم يسهم في تحقيق طفرة اقتصادية
كتب – محمد عيد:
أكد أيمن إسماعيل رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات دار المعمار، أن التعليم بغرض التعليم ليس له فائدة ويجب أن يرتبط بسوق العمل لتنمية الموارد، موضحًا أن نصف الجامعات التي تحتل قائمة التصنيف الدولي في الولايات المتحدة الأمريكية، نظرًا لامتلاكها كل مقومات النجاح واعتمادها على منطومة تعليم متطورة، لافتا إلى أن هناك أكثر من جهة تقوم بعملية التصنيف.
وأضاف إسماعيل أن أحد أسباب أزمة مصانع الغزل والنسيج في مصر هو عدم وجود رابط بين البحث العلمي وسوق العمل.
جاء ذلك في جلسة “التعليم العالي ودعم منظومة الاقتصاد المصري” التي عقدت في اليوم الثاني من مؤتمر “مصر تستطيع بالتعليم” الذي تنظمه وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأوضح إسماعيل أنه قام بعمل تعاون مشترك مع عدد كبير من الجامعات المصرية، وقال: “نحن نسعى إلى خلق منظومة للتمويل البرامج العلمية”، داعيًا إلى ضرورة مشاركة قطاع الأعمال في مجال تمويل البرامج البحثية، كما رحب بالخطوة التي أعلنتها وزيرة الهجرة بإنشاء مؤسسة مصر تستطيع للإسهام في تنمية العلاقات مع علماء مصر في الخارج للاستفادة من خبراتهم في تطوير جميع مناحي الحياة الاجتماعية في مصر.
من جانبه، قال الدكتور محمد عطالله الرئيس التنفيذي في جامعة إلينوي الولايات المتحدة الأمريكية، إن المناهج التعليمية في كندا تخصص جزءًا من عوائدها لتدريب الطلاب في الشركات والقطاعات على مدار التيرم الجامعي، كما أن الجامعة هناك تقوم بتقييم الخريج كل عامين للتأكيد على أنهم يقومون بتطوير مهاراتهم بشكل دوري بما يتناسب مع آليات السوق، داعيًا إلى تطبيق نفس النهج في مصر.
وخلال الجلسة أيضًا، قال الدكتور عبد الرازق سباق الخبير التعليمي في كندا إن خريجي الجامعات يجب أن يطوروا من قدراتهم بشكل مستمر حتى يتمكنوا في أي وقت من تعديل أو تغيير أنماط أعمالهم، مشيرًا إلى أن هذا يمنحهم فرص أكبر في تحسين أوضاعهم المعيشية والاقتصادية.
وذكر سباق أن الشركات الخاصة يجب أن يكون لها دور في توفير فرص تدريب للخريجين، كما أصبح من الضروري رسم خريطة جغرافية لتأسيس الجامعات تتناسب مع احتياجات المناطق التي تقام فيها، بحيث تسهم مباشرة في توفير الاحتياجات الحقيقية لكل مجتمع.
من جهته، قال الدكتور عاصم أبو حطب منسق البنك الدولي للتعليم الزراعي في أفريقيا، إن صناعة السياسات التعليمية من أهم الأسس التي يجب اتباعها لتعليم ناجح، كما يجب إدراك أن الحاجات البشرية في نمو مستمر وتغيير كامل.
ولفت أبو حطب إلى أن هناك وظائف بدأت في الاختفاء ومعنى هذا أن هناك ضرورة لتغيير رؤية وأسلوب التعليم تبعًا للتطور الحاصل في المجتمعات، وأضاف: “نحن نحتاج إلى تعليم يسهم في النمو الاقتصادي وليس عبئا عليه”.
وكانت وزيرة الهجرة السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد افتتحت، أمس الإثنين، مؤتمر “مصر تستطيع بالتعليم” بمدينة الغردقة بمشاركة عدد من العلماء والخبراء المصريين المقيمين بالخارج والذين يعدون من أنبه الكفاءات المصرية في مجالات التعليم المختلفة.
ويأتي انعقاد مؤتمر “مصر تستطيع بالتعليم” تماشيا مع إعلان السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2019 عام التعليم، بما يعكس توجه الدولة المصرية للاستفادة من عقولنا المهاجرة بالخارج ضمن استراتيجية مصر لبناء الإنسان المصري، كما يهدف المؤتمر إلى دعم الجهود الحكومية لتطوير منظومة التعليم ما قبل الجامعي والجامعي وكذلك التعليم الفني لتلبية الاحتياجات المحلية والدولية لسوق العمل، إضافة إلى بحث جهود تأهيل المعلم ورفع المستوى المهني وكذلك آليات النشر العلمي ودور خبرائنا بالخارج في دعم ترتيب الجامعات المصرية دوليا.
وجدير بالذكر أن وزارة الهجرة تخلق من خلال سلسلة مؤتمرات “مصر تستطيع” منفذا ومناخا استيعابيا للعقول المصرية المهاجرة في مجال التعليم والبحث العلمي والتعليم الفني لتعظيم الاستفادة ودمج خبراتهم ضمن استراتيجية مصر لتطوير المنظومة التعليمية.