ليلة القدر دواء للقلوب

كتبت – زينب مدكور:

قد وُصفت ليلة القدر بأنها خير من ألف شهر لما فيها من خير ونعم ، وفضل عظيم.
، فهي الليلة التي نزل بها القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد وعد الله عباده الذين يقومون هذه الليلة إيمان واحتسابا بالأجر العظيم وهو غفران ما تقدّم من ذنوبهم بإذن الله ، وهي الليلة التي تتنزّل بها الملائكة، وقيل في ذلك أنّها لمعرفة كل حاجة وقضائها بإذن الله تعالي لقول الله تعالى: “فيها يفرق كل أمر حكيم”[3]، وخيرها على سائر الليالي.
وليلة القدر خير من ألف شهر ، وقد ورد أن الله عز وجل قد خص ليلة القدر وذكرها في كتابه بأنها أفضل من ألف شهر ، فقد ميزها الله تعالى لأجرها العظيم ، إذ أن ليلة القدر ليست كألف شهر ، بل هي خير من ألف شهر ؛ لأنها ليلة تروي عطش القلوب المحتاجة للمغفرة والرحمة ، متطلعة إلى مغفرة الله بعد أن أثقلتها الذنوب بعتمة قلوبهم .
ولقد تحدث الله سبحانه وتعالى عن ليلة القدر في القرآن الكريم ، بقوله تعالى {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر: 1 – 5]

وتمثل ليلة القدر عطاءات الله المعنوية في زيادة الطاعات وعمل الخير وتجنب المنكرات ، ففضل ليلة القدر راجع الي تفضيل الطاعة فيها وعمل الخير والبعد عن الشر بشتي معانيه للنفس وللغير ، وهذا يعين كل مسلم ويُعلِمُه أن ليلة القدر ليلة ينتظرها كل مؤمن ويسعي إليها ويعمل صالحا فيها
فأنا اعلم أن بعض المسلمين قد يجتهدون في رمضان ويتوبون إلى الله تعالى عن ذنوبهم الماضية ، ثم يعودون بعد انتهاء رمضان إلى سيئاتهم ، وفي ذلك خطر كبير وعلى المسلم أن يحذر من ذلك ، وأن يكون لديه العزم الصادق على الاستمرار في طاعة الله والتخلي عن الذنوب.

فإن ليلة القدر ليلة عظيمة خير من ألف شهر يطلبها المؤمن للدين لا للدنيا