مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

لعبة الكراسي الموسيقية في الإنتخابات البرلمانية!!!!

بقلم – أماني النجار:

في غضون أيام ليست بالبعيدة سنجد أنفسنا أمام الإستحقاق النيابي الديمقراطي الثاني ليكتمل النصاب النيابي والمتمثل في مجلسي الشيوخ والنواب لعام 2020.

ولا أدري لماذا يسيطر على تفكيري في هذه الأيام  وأنا أشاهد الصراع الدامي على دخول إنتخابات مجلس النواب سواء كان الصراع عن طريق الأحزاب أو المستقلين لعبة الكراسي الموسيقية .

تلك اللعبة التي تعودنا أن نلعبها صغاراً

و تبدأ تلك اللعبة بعشرة لاعبين مثلاً وتسعة كراسي تنظم على شكل دائرة يقف اللاعبون خارجها ويتولي طفل من خارج اللعبة تشغيل مقطوعة موسيقية مسجلة هو وحده من يعلم المدى الزمني لتلك المقطوعة  ، بينما يدور اللاعبون حول الكراسي وفجأة وأثناء الجري واللف والدوران حول الكراسي ينتهي العزف وهنا يجب على كل لاعب أن يجلس على أقرب كرسي منه أما اللاعب العاشر فلا يجد له كرسي وبالتالي لايكون أمامه إلا الخروج من اللعبة ، وهكذا تتوالى اللعبة حتى يستأثر كل فائز بكرسيه .

وقد يتساءل البعض ماهو الرابط بين تلك اللعبة القديمة التي كنا نلعبها في الطفولة وبين مانحن فيه الأن وهل أصبحت السياسة لعبة؟؟؟!!

قد يهمك ايضاً:

أحمد سلام يكتب آخر الأسبوع

المقاومة الرقمية للسردية الفلسطينية

نعم من وجهه نظري فهناك رابط كبير قد لا يتضح للبعض ولكني لا أكاد أراه فحسب بل استشعره فأنا أرى الدوائر الإنتخابية وتقسيم المقاعد بها وكأنها الكراسي المرصوصة على شكل دائرة ويتراءى لي المرشحين وكأنهم اللاعبين ذوي الكثرة العددية التي قد لا تتناسب وعدد الكراسي المطلوبة ويخيل لي أن القطعة الموسيقية التي تُعزف هي الجدول الزمني لتلك الماراثون الإنتخابي وأن من يعزف تلك المقطوعة هو من يملك قرار الإختيار فهو يعلم جيداً مدى قرب كل لاعب من الكرسي الذي سيجلس عليه والمحدد له بغض النظر عن كفاءته ولكن لكل لاعب من اللاعبين مركز ثقل لايعلمه إلا من بيده العزف وحينما يقترب من الكرسي المجهز له وفق رغبة ورؤية من بيده العزف تتوقف المعزوفة ليفوز بالكرسي من وقع عليه الإختيار .

ومابين رغبة من بيده تشغيل المقطوعة الموسيقية وايقافها ومابين مدى قرب اللاعب منه سواء لنفوذه أو لثراءه أو لقوه تأثيره وضغطه يقع كثير من اللاعبين بغض النظر عن مدى كفاءتهم.

وهنا نجد أنفسنا أمام نفس اللاعبين الذين يتصدروا اللعبة لاتجديد ولا تغيير .

من أجل ذلك ادعوا الجميع لا للُعبة الكراسي الموسيقية فلن تُبنى أوطاننا بناءاً على لُعبه

ولن نكون رهناً لمعزوفة لا نتحكم بها ولا نعلم مداها الزمني ولا متى ستبدأ ومتى ستنتهي وبمن ستأتي لنا .

سنعزف مقطعوتنا بأيدينا وسنختار من يجلس على الكرسي خارج تلك اللُعبة بناءاً على مدى قربه منا فقط وليس من عازف المقطوعة المجهول .

مجرد وجهه نظر وإسقاط على الواقع .

اترك رد