مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

” لا للجوع ” مطلب عالمى فى وقت الشدائد

بقلم د إبتسام عمر عبد الرازق

قد يهمك ايضاً:

اليوم..اجتماع قادة مصر والاردن ودول مجلس التعاون الخليجي…

يعد القضاء على الجوع أحد عناصر أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة, إنه جزء من خطة عام 2030. ويهدف إلى القضاء على الجوع في العالم بحلول عام 2030, ويوجد أيضاً يتكون هرم ماسلو للإحتياجات الاساسية من خمس مستويات مرتبة في شكل هرم، حيث يجب تلبية الاحتياجات في المستويات السفلية قبل التقدم إلى المستويات العليا , المستوى الأول شمل الاحتياجات الأساسية للبقاء مثل الطعام، الماء، الهواء، النوم، والمأوى. هذه الاحتياجات تعتبر الأكثر أهمية، وعند التأمل فى سورة قريش
“لإيلاف قريش , إيلافهم رحلة الشتاء والصيف , فليعبدوا رب هذا البيت , الذى أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف ” فهذا دليل على أهمية إطعام الطعام وإشباع الحاجات الأساسية ولا يمكن للإنسان أن يفكر في أي شيء آخر إذا كانت غير مشبعة, فالحياة قائمة على الأكل والشرب والحروب الطاحنة بين الدول السبب الرئيسى فيها الموارد التى نحصل منها على الأكل والشرب.
إطعام الطعام عبادة لها فضائل كثيرة فقد جعل الله تعالى الإطعام من ضمن الكفّاراتِ وأحد أنواع الفِدية؛ فالمريض الذي لا يُرجى شفاؤه والشيخ الكبير كلٌّ منهما يُطعِم مسكيناً لكلّ يوم لقوله تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ) البقرة/184، والجماع في نهار رمضان جُعلتْ كفّارته «إطعام ستين مسكيناً» لمن لم يستطع صيام شهرين متتاليين، كما جعل الله تعالى كفّارة اليمين إطعامُ عشرة مساكين أو كسوتهم لقوله في كتابه الحكيم: لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ [المائدة:89], ومن فضائل إطعامِ الطعام النّجاة والسلامة من الفزع في يوم القيامة، إذ قال الله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورً} [الإنسان:8-11].
إطعام الطعام فى وقت الشدائد وسيلة للتقرب إلى الله عز وجل وتؤدى إلى الترابط والتعاضد والتكاتف بين أفراد المجتمع، لما تُشيعه من روح المودة والتآلف بين الناس أغنيائهم وفقرائهم، الأمر الذي يكون في نهاية المطاف عاملاً من عوامل صلاح المجتمعات، وسبيلاً لدخول الجنة.
وقد قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم عن عبدِاللَّهِ بنِ سَلاَمٍ رضي الله عنه (أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشوا السَّلامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا باللَّيْل وَالنَّاسُ نِيامٌ، تَدخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلامٍ). رواهُ الترمذيُّ .
كما ادّخر الله تعالى أجراً مضاعفاً لمن يُطعِم الطعام: فقد ورد في سنن الترمذى (( عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهُمْ ذَبَحُوا شَاةً فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بَقِيَ مِنْهَا قَالَتْ مَا بَقِيَ مِنْهَا إِلَّا كَتِفُهَا قَالَ بَقِيَ كُلُّهَا غَيْرَ كَتِفِهَا )) (سنن الترمذي).
ونحن على أبواب شهر رمضان يجب أن نرفع شعار ” لا للجوع ” ونعمل خطة لإطعام الطعام سواء على مستوى الأسر أو الدولة , اللهم بلِّغْنا شهر رمضان وأعِنَّا فيه على الصيام والقيام