كيف ومتى توفى النبي صلى الله عليه وسلم؟
بدأ احتضار النبي حين اشتداد ضحى يوم الاثنين، وكان بجوار عائشة -رضي الله عنها- فأسندته إليها، وكان موته في بيتها، وفي حِجرها، وعند اشتداد سكرات الموت عليه أقرّ أن للموت سكراتٍ، فرفع إصبعه وشخِص بصره للأعلى، وسمعت عائشة منه كلماتٍ فأصغت إليه، وإذ به يقول: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي وارْحَمْنِي وأَلْحِقْنِي بالرَّفِيقِ)، وقد كرّرها ثلاثاً قبل أن يلتحق بالرفيق الأعلى.
كان أول ما أُعلم به النبي محمد باقتراب أجله ما أُنزل عليه في فتح مكة، من سورة النصر: “إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ “.
وكان ابتداءُ مرض النبي الذي تُوفي فيه أواخر شهر صفر سنة 11 هـ بعد أن أمر أسامة بن زيد بالمسير إلى أرض فلسطين، لمحاربة الروم، فاستبطأ الناس في الخروج لوجع محمد.
وكان أول ما ابتدئ به من وجعه أنه خرج إلى البقيع ليلاً فاستغفر لهم ثم رجع إلى أهله، فلما أصبح ابتدئ وجعه، وكان صداع الرأس مع حمى،.
وفي أحد الأيام خرج النبي على أصحابه عاصبًا رأسه، حتى جلس على المنبر فقال «عبد خيره الله بين أن يؤتيه زهرة الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عنده»، ففهم أبو بكر وبكى وقال «فديناك بآبائنا وأمهاتنا»، فقال محمد «إن أمن الناس علي في ماله وصحبته أبو بكر، ولو كنت متخذًا خليلاً، لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن إخوة الإسلام. لا تبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر»، ثم خطب فيهم مرات عديدة دعا فيها إلى إنفاذ جيش أسامة بن زيد، وأوصى المسلمين بالأنصار خيرًا. ولما ثقُل عليه المرض، أمر أبا بكر أن يصلي بالناس، وعاد جيش أسامة بن زيد إلى المدينة بعد أن عسكر خارجها منتظرًا ماذا يحلّ بمحمد.
وقبل وفاته بستة أيام تجمع عنده عدد من الصحابة فقال لهم وهو يبكي «مرحبًا بكم وحيّاكم الله، حفظكم الله، آواكم الله، نصركم الله، رفعكم الله، هداكم الله، رزقكم الله، وفقكم الله، سلمكم الله، قبلكم الله، أوصيكم بتقوى الله، وأوصي الله بكم، وأستخلفه عليكم».
وكانت عامة وصيته حين حضره الموت «الصلاة، وما ملكت أيمانكم».
«لما قُبض النبي أظلمت المدينة حتى لم ينظر بعضنا إلى بعض، وكان أحدنا
يبسط يده فلا يراها أو لا يبصرها وما فرغنا من دفنه حتى أنكرنا قلوبنا»
ولما كان يوم الإثنين الذي توفي فيه النبي ، بعد 13 يومًا على مرضه، خرج إلى الناس وهم يصلون الصبح ففرحوا به، ثم رجع فاضطجع في حجر عائشة بنت أبي بكر، فتُوفي وهو يقول «بل الرفيق الأعلى من الجنة»، وكان ذلك ضحى يوم الإثنين ربيع الأول سنة 11 هـ، الموافق 8 يونيو سنة 632م وقد تّم له 63 سنة.
فلما توفي قام عمر بن الخطاب، فقال «والله ما مات رسول الله ، وليبعثنه الله فليقطعنّ أيدي رجال وأرجلهم»، وجاء أبو بكر مسرعًا فكشف عن وجهه وقبّله، وقال «بأبي أنت وأمي، طبت حيا وميتا»، ثم خرج وخطب بالناس قائلاً «ألا من كان يعبد محمدًا ، فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حيّ لا يموت»، وقرأ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ Aya-.
قيل «فو الله لكأن الناس لم يعلموا أن هذه الآية نزلت حتى تلاها أبو بكر يومئذ».
وقالت ابنته فاطمة الزهراء «يا أبتاه، أجاب ربا دعاه. يا أبتاه، من جنة الفردوس مأواه. يا أبتاه، إلى جبريل ننعاه».
ثم أقبل الناس يوم الثلاثاء على تجهيز النبي، فقام علي بن أبي طالب والعباس بن عبدالمطلب والفضل بن العباس وقثم بن العباس وأسامة بن زيد وشقران مولى محمد، بتغسيله وعليه ثيابه. ثم قام الصحابة برفع فراش محمد الذي توفي عليه في بيت عائشة، فحفر أبو طلحة الأنصاري له قبرًا تحته. ثم دخل الناس يصلون عليه أرسالاً، دخل الرجال، ثم النساء، ثم الصبيان، ولم يؤم الناس أحد.
ثم أنزله القبر علي والعباس وولداه الفضل وقثم، ورش قبره بلال بالماء، ورفع قبره عن الأرض قدر شبر، وكان ذلك في جوف الليل من ليلة الأربعاء.
تاريخ ومكان وفاة النبي
تُوفي النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول،في العام الحادي عشر للهجرة، أي ما يوافق العام 633 ميلادي من شهر حزيران، وكان له -صلّى الله عليه وسلّم- من العُمر ثلاثة وستون عاماً، وقد خلد موته علامةً من أشراط الساعة، ودليل ذلك ما رواه الإمام البخاريّ عن عوف بن مالك الأشجعي أنّه قال: (أَتَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزْوَةِ تَبُوكَ وهو في قُبَّةٍ مِن أَدَمٍ، فَقالَ: اعْدُدْ سِتًّا بيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: مَوْتِي…)،
وكانت وفاة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في المدينة المنورة، في حُجرة السيدة عائشة -رضي الله عنها-، بل جاء بالخبر الصحيح أنّه قُبض -عليه الصلاة والسلام- ورأسه على فخذ عائشة رضي الله عنها.
تغسيل النبي ودفنه صفة غسله وكفنه غسل النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد وفاته أهلُ بيته، وعُصبته من بني هاشم، وهم: ابن عمّه علي بن أبي طالب، وعمّه العبّاس مع ابنَيه: الفضل، وقثم، وأسامة بن زيد، وشقران مولى النبيّ -رضي الله عنهم جميعاً-، وتمّ تغسيله، وثيابه عليه، ولم تُنزَع عنه، فقد روي عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (لمَّا أرادوا غسل النبيِّ صلى اللَّه علَيهِ وسلَّمَ قالوا: واللَّهِ ما ندري أنُجرِّدُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ من ثيابِهِ كما نجرد موتانا، أم نغسله وعليه ثيابه؟ فلما اختلفوا ألقى اللَّهُ عليهم النوم حتى ما منهم رجل إلَّا وذقنه في صدره، ثم كلمهم مُكلم من ناحية البيت لا يدرون من هو: أن اغسلوا النبي صلى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ وعلَيهِ ثيابُهُ)، وباشر علي غسلَ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وحده، وأسنده إلى صدره، وكان يقول وهو يغسله: “ما أطيبك يا رسول الله حيّاً وميتاً”، أمّا العبّاس وابناه: الفضل، وقثم فكانوا يُقلّبون النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وكان أسامة وشقران يصبّان الماء، وشَهد الغسل أوس بن خولي من بني عمرو بن عوف من الخزرج؛ فقد طلب ذلك من عليّ فأذن له، وتمّ تكفين النبيّ -صلّى الله عله وسلّم- بثلاثة أثوابٍ من القطن دون نزع ثيابه عنه .
الصلاة على النبيّ ودفنه
بعد أن انتهى الصحابة -رضي الله عنهم- من تغسيل النبي صلى الله عليه وسلّم-، وتكفينه، وضعوه في بيته على سريره؛ ليُصلى عليه، وقد صلّى عليه المسلمون فرادى من غير إمامٍ يؤمّهم؛ بحيث تدخل جماعةٌ من الناس تصلّي عليه وتخرج، فصلّى عليه الرجال، ثمّ النساء، ثمّ الصبيان، وقد دُفِن النبيّ في مكان فراشه في المكان الذي قبض الله فيه روحه الطاهرة، وتمّ إدخال النبيّ إلى القبر من جهة القبلة، وجُعِل قبره مُسطَّحاً غير بارزٍ، ورشّ بلال بن رباح -رضي الله عنه الماء على قبره ابتداءً بالشقّ الأيمن لرأس النبيّ الكريم، وانتهاءً بقدميه الشريفتَين، وكان الدفن ليلة الأربعاء، وقد نزل في قبره: علي بن أبي طالب، والفضل بن العباس، وأخوه قثم، وشقران مولى النبي، وقيل أسامة بن زيد، وعبد الرحمن بن عوف، فكانوا هم من دفنوا النبي.
مرض النبي
لمّا بدأ مرض النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أصابه صداع شديد في رأسه وهو عائدٌ من جنازةٍ كانت في البقيع، حتى إنه وضع عصابةً على رأسه من شدّة الألم، وحينما اشتد به الألم استأذن أزواجه أن يقضي فترة مرضه عند عائشة، فأخذه الفضل بن عباس وعلي بن أبي طالب إلى حجرتها، وقبل خمسة أيّام من وفاته ارتفعت حرارة جسمه، واشتدّ عليه المرض، ثم أحس بخفة في جسمه؛ فدخل المسجد وعلى رأسه عصابة، وخطب بالناس وهو جالسٌ على منبره، وصلى بهم الظهر، وقد صلّى النبيّ بالمسلمين الصلوات جميعها حتى يوم الخميس قبل وفاته بأربعة أيّامٍ، ولمّا حضرت صلاة عشاء الخميس اشتد المرض عليه، فسأل عن صلاة الناس مراراً بعدما غمي عليه، فأخبروه أنهم ينتظرونه، ثم أمر أبا بكر أن يصلي بالناس، حيث قالت عائشة -رضي الله عنها-: (ثقل النبي صلى اللهُ عليه وسلم فقال: أصلى الناس؟ قلنا: لَا، هم ينتظرونك، قَال: ضعوا لي ماء في المخضب، قالت: ففعلْنا، فاغتسل، فذهب لينوء فأُغمي عليه، ثم أفاق، فقال صلى اللهُ عليه وسلم: أصلى الناس؟ قلنا: لَا، هم ينتظرونك يا رسول اللَّه، قال: ضعوا لي ماءً في المخضب قالت: فقعد فاغتسل، ثم ذهب لينوء فأُغمي عليه، ثم أفاق، فقال: أصلى الناس؟ قلنَا: لا، هم ينتظرونك يا رسول اللَّهِ، فقال: ضعوا لي ماءً في المخضب، فقعد، فاغتسل، ثم ذهب لينوء فأغمي عليه، ثم أفاق فقال: أصلى الناس؟ فقلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول اللَّهِ، والنَّاس عكوف في المسجد، ينتظرون النبي عليه السلام لصلاة العشاء الخرة، فأرْسَلَ النبي صلى اللهُ عليه وسلَم إلى أبِي بكر بأن يصلي بالناس، فأتاه الرسول فقال: إن رسول اللَّهِ صلى اللهُ عليه وسلم يأْمرك أن تصلِي بالناس، فقال أبو بَكْرٍ -وكان رجلا رقِيقا-: يا عمر صلِ بالنَاس، فقال له عمر: أنت أحق بذلك، فصلَّى أبو بكر تلك الأيام)، وقبل يومين من وفاته كان النبيّ قد وجد تحسُّنًا في جسمه، فخرج إلى المسجد، وكان أبو بكرٍ -رضي الله عنه- يُصلي بالناس، فلمّا رآه أبو بكرٍ قدّمه للإمامة بالمسلمين، فأشار إليه النبيّ بألّا يتأخّر، وقد صلّى أبو بكرٍ سبع عشرة صلاة في حياة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم.
الساعات الأخيرة من حياة النبي
صوّرت الساعات الأخيرة التي سبقت وفاة أعظم البشر مواقف حاسمةً للغاية؛ أوّلها عندما كان المسلمون يصلّون صبيحة فجر يوم الاثنين وكان إمامهم أبو بكرٍ، فحلّت إطلالةٌ باسمةٌ من وجه النبيّ الكريم عليهم بعدما كشف ستارة حجرة عائشة، وثانيها عند ارتفاع شمس الضحى، إذ أمر النبيّ بحضور ابنته فاطمة -رضي الله عنها- إليه، وأسرّ إليها فبكت، ثمّ أسرّ إليها أخرى فضحكت؛ فكانت الأولى إخبارها بأنّه سينتقل إلى الرفيق الأعلى، أمّا الثانية فقد أخبرها بأنّها أوّل أهل بيته لحاقاً به، وبأنّها سيّدة نساء العالَمين، وثالثها دعوته للحسين والحسن، وتقبيلهما، وتوصيته بهما حُسناً، ورابعها دعوته لنسائه، ووعظهنّ.[
علامات اقتراب أجل النبي دلّت بعض العلامات على اقتراب أجل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، يُذكَر منها ما روته عائشة -رضي الله عنها- من قول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لابنته فاطمة -رضي الله عنها- عندما جاءت إليه، وأجلسها إلى جانبه، حيث قالت: (إنَّا كُنَّا أزْوَاجَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عِنْدَهُ جَمِيعًا، لَمْ تُغَادَرْ مِنَّا واحِدَةٌ، فأقْبَلَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلَامُ تَمْشِي، لا واللَّهِ ما تَخْفَى مِشْيَتُهَا مِن مِشْيَةِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا رَآهَا رَحَّبَ قَالَ: مَرْحَبًا بابْنَتي ثُمَّ أجْلَسَهَا عن يَمِينِهِ أوْ عن شِمَالِهِ، ثُمَّ سَارَّهَا، فَبَكَتْ بُكَاءً شَدِيدًا، فَلَمَّا رَأَى حُزْنَهَا سَارَّهَا الثَّانِيَةَ، فَإِذَا هي تَضْحَكُ، فَقُلتُ لَهَا أنَا مِن بَيْنِ نِسَائِهِ: خَصَّكِ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالسِّرِّ مِن بَيْنِنَا، ثُمَّ أنْتِ تَبْكِينَ، فَلَمَّا قَامَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَأَلْتُهَا: عَمَّا سَارَّكِ؟ قَالَتْ: ما كُنْتُ لِأُفْشِيَ علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سِرَّهُ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ، قُلتُ لَهَا: عَزَمْتُ عَلَيْكِ بما لي عَلَيْكِ مِنَ الحَقِّ لَمَّا أخْبَرْتِنِي، قَالَتْ: أمَّا الآنَ فَنَعَمْ، فأخْبَرَتْنِي، قَالَتْ: أمَّا حِينَ سَارَّنِي في الأمْرِ الأوَّلِ، فإنَّه أخْبَرَنِي: أنَّ جِبْرِيلَ كانَ يُعَارِضُهُ بالقُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وإنَّه قدْ عَارَضَنِي به العَامَ مَرَّتَيْنِ، ولَا أرَى الأجَلَ إلَّا قَدِ اقْتَرَبَ، فَاتَّقِي اللَّهَ واصْبِرِي، فإنِّي نِعْمَ السَّلَفُ أنَا لَكِ قَالَتْ: فَبَكَيْتُ بُكَائِي الذي رَأَيْتِ، فَلَمَّا رَأَى جَزَعِي سَارَّنِي الثَّانِيَةَ، قَالَ: يا فاطمة، ألَا تَرْضين أن تكوني سيِدة نساء المؤمنين، أوسيِدة نساء هذه الأمَة).
حال المسلمين بعد وفاة النبي فُجع المسلمون بوفاة النبي، وتقطعت قلوب الصحابة ألماً على فقده عليه السلام، وظهرت مشاعر الحزن جليّةً في عبارة فاطمة -رضي الله عنها- حين قالت: “يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا علَى رسول اللَّهِ صلى اللهُ عليه وسلم التراب”، وقد ذُهِل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بساعة موت الرسول فتوعد كل من قال أن محمّداً قد مات بقَطع رأسه، وقال: “إنّه غاب عن قومه كما غاب موسى لملاقاة ربه”، فصدح الصديق -رضي الله عنه- بعمر، وقام خطيباً في الناس وقال بعد أن أثنى على الله وحمده: “من كان يعبد محمداً فإن محمّداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت”، ثمّ تلا عليهم قول الله -تعالى-: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّـهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّـهُ الشَّاكِرِينَ)، فأبدى الصديق شجاعةً لا مثيل لها، وكان سبباً في تهدئة روع المسلمين وما حلّ بهم بعد وفاته -عليه الصلاة والسلام .